عشرات المستوطنين يقتحمون "الأقصى".. وبن جفير يواصل التحريض والاستفزاز
عشرات المستوطنين يقتحمون "الأقصى".. وبن جفير يواصل التحريض والاستفزاز
اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى، بحماية من قوات الجيش الإسرائيلي، وسط تحريض مُستمر من قبل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير على السماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وقالت مصادر فلسطينية في القدس، إن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في الأقصى وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، خاصة الساحات الشرقية للمسجد.
وواصلت سلطات الأمن الإسرائيلية فرض قيودها على دخول المصلين إلى الأقصى، ومنعهم من الوصول للصلاة في المسجد بحرية.
يشار إلى أن سلطات إسرائيل نصبت كاميرات وأجهزة مراقبة فوق باب المطهرة، ووضعت حواجز حديدية وأسلاكا شائكة قرب الأبواب، لتقييد حركة المصلين وعرقلة وصولهم إلى المسجد الأقصى.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن بن جفير طالب الحكومة بالسماح لليهود باقتحام الأقصى، خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، خلافا للسياسة القائمة منذ سنوات بمنع الاقتحامات خلال تلك الفترة، للحيلولة دون تفجر الأوضاع.
وبحسب القناة، أبلغ بن جفير، المسؤولين الأمنيين في إسرائيل بطلبه، ومن المنتظر إجراء مناقشة بشأنه داخل مجلس الوزراء خلال الأسبوعين المقبلين.
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها اليوم الاثنين "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلق يد شريكيه بالحكم الوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن جفير ويمنحهما جوائز ترضية على حساب المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وأرضهم وممتلكاتهم وحياتهم، للحفاظ على ائتلافه الحاكم وإطالة أمد بقائه في الحكم، ويوفر لهما غطاء حكومياً كاملاً لمصادرة المزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها بالاستيطان وتعميق جرائم الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة، وممارسة أبشع أشكال التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين وإخضاعهم لنظام فصل عنصري (أبرتهايد) لا يعترف بحقهم في الحياة أو بأي من حقوقهم المدنية كشعب يرزح تحت الاحتلال".
وأوضحت أنه من جهة تتعرض الحركة الأسيرة منذ السابع من أكتوبر لأبشع أشكال القتل والتنكيل والتضييقات بشكل يهدد حياة الأسرى ويفرض عليهم تدهوراً خطيراً في صحتهم إن لم يكن موتاً بطيئاً بسبب عقلية استعمارية، انتقامية، وعنصرية أعطت لنفسها الحق في سرقة حياة أي فلسطيني سواء بالإعدامات الميدانية أو بجرائم الضرب المبرح والاعتداءات الجسدية، أو بممارسات مهينة تحط من كرامتهم، ولعل ما يتعرض له الأسير القائد مروان البرغوثي دليل واضح على هذه العقلية التي باتت تسيطر على مراكز صنع القرار في دولة الاحتلال وتعبر عن حالة من الجنون وفقدان التوازن لدى مؤسساته.
وأضافت أنه "في الجانب الآخر يحمل الوزير الفاشي بن جفير عود الثقاب ولا يفوت أية فرصة لإشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع، بدأها مؤخراً بتحريضه واسع النطق لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، وهو حالياً يحاول إشعال ما فشل في تحقيقه من خلال المطالبة باستمرار اقتحامات المستوطنين للأقصى في الأيام العشر الأخيرة من رمضان، ذلك كله بحماية وإسناد ودعم من قوات الاحتلال التي تخضع أجزاء منها لأوامر وتعليمات الوزيرين سموتريتش وبن جفير، وتمارس انتهاكاتها في تكامل واضح بالأدوار مع ميليشيات المستعمرين المسلحة وبشرعية الحكومة الإسرائيلية".
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسرى كافة، وتطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المختصة وفي مقدمتها الصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتهم في توفير الحماية للأسرى، كما تطالب الإدارة الأمريكية بسحب أعواد الثقاب وفتيل التفجير الذي يتنقل به أمثال بن جفير وسموتريتش لإدخال الضفة الغربية في دوامة من العنف والفوضى يصعب السيطرة عليها، وتهدد بتوسيع دوائر الصراع وتخريب الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة.
العنف في الضفة الغربية
تشهد الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل منذ عام 1967 تصعيدًا في أعمال العنف منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة الإسلامية الفلسطينية داخل إسرائيل.
ووفقا للسلطة الفلسطينية، قُتل أكثر من 380 فلسطينيا منذ ذلك الحين على أيدي الجنود الإسرائيليين أو المستوطنين في الضفة الغربية حيث يعيش أكثر من 2,9 مليون فلسطيني.
ويبلغ عدد مستوطني الضفة الغربية نحو 490 ألفاً يقيمون في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير قانونية.