اليوم الدولي للغابات.. مخاوف دولية من إصابة "رئة الأرض" بالضمور
يُحتفل به في 21 مارس من كل عام
بإسهام حيوي في حياة البشر ومستقبل الكوكب، تلعب الغابات والأشجار دورا بارزا في تعزيز مصادر المعيشة وتوفير الهواء النظيف وحماية موارد التربة والمياه، فضلاً عن الحفاظ على التنوع الحيوي وتخفيف تأثيرات التغير المناخي.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للغابات، في 21 مارس من كل عام، لتشجيع البلدان على بذل الجهود للاضطلاع بأنشطة خاصة بالغابات والأشجار، على غرار حملات غرس الأشجار.
وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لعام 2024 تحت شعار "الغابات والابتكار: حلول جديدة لعالم أفضل"، لا سيما أن الحد من إزالة الغابات وتدهورها واستعادة الغابات وإدارتها بشكل مستدام تسهم في تحقيق الأهداف العالمية بحلول عام 2030.
وتقول الأمم المتحدة إن الابتكار والتقنيات الحديثة أحدثت ثورة في مراقبة الغابات، ما أتاح للبلدان رصد غاباتها رصدا أكثر فاعلية، حيث يجرى تحسينات في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال مراقبة الغابات مراقبة شفافة ومبتكرة.
وتتطلب مكافحة إزالة الغابات تطورات تقنية جديدة، إذ يتسبب إزالة الغابات في فقدان 10 ملايين هكتار سنويًا، فضلا عن تأثر حوالي 70 مليون هكتار بالحرائق.
وتعد هذه ابتكارات مراقبة الغابات ضرورية لأنظمة الإنذار المبكر، وإنتاج السلع الأساسية المستدامة، وتيسير معايش الشعوب الأصلية برسم خرائط الأراضي وتسهيل الحصول على تمويل المناخي.
وإلى جانب ذلك، يمكن أن تسهم الجهود المبذولة في استعادة النظام البيئي -بما في ذلك جهود المبذولة في إعادة التشجير- بشكل كبير في التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي مع توسيع حدود المنتجات الخشبية المستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي مع الترويج للمنتجات الخشبية المستدامة.
وتُعد الغابات موطناً لـ80 بالمئة من جميع أنواع البرمائيات المعروفة، فضلا عن أن أكثر من 30 بالمئة من الأمراض الجديدة التي أُبلغ عنها منذ عام 1960 ترجع إلى التغير في استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات.
وتُفقد مساحة تعادل تقريباً 14 مليون ملعب كرة قدم سنوياً بسبب إزالة الغابات، كما تُدمر الآفات الحشرية حوالي 35 مليون هكتار من الغابات سنويا.
وتولي منظمات الأمم المتحدة اهتماما كبيرا بمشروعات إدارة الغابات، لأنها تنصب في صميم اهتمامها بمجال تغير المناخ والانبعاثات الكربونية.
وتشدد الدراسات الدولية على أن التنوع الحيوي للغابات يعزز قدرتها على مقاومة تأثيرات التغير المناخي ويمكنها من الاستمرار في دورها لإعادة تدوير الكربون والمواد المغذية.
ويتيح المزيد من التنوع الحيوي الحفاظ على أداء المنظومة البيئية على نحو مستدام، رغم الظروف المناخية الأكثر تطرفا، وذلك من خلال التخفيف من عواقب التغيّر المناخي وتخفيف درجات الحرارة العالية.
ويؤدي تحلل الأجزاء اليابسة من النباتات، كالأوراق التي تتساقط في فصل الخريف، إلى الوقود لدورتي الكربون والنيتروجين، وهي عملية ضرورية لحسن سير عمل المنظومات البيئية وللتخزين الطبيعي للكربون في التربة.
ويسهم التنوع الحيوي في التعويض عن الآثار السلبية للجفاف، والحفاظ على العملية الطبيعية للتحلل وإعادة تدوير العناصر من خلال زيادة تنوع النباتات ووجود الأنواع المُحلِّلَة، رغم الأثر السلبي للجفاف.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، ارتفعت معدلات إزالة الغابات، ما أدى إلى اختفاء أكثر من 420 مليون هكتار من الغابات منذ عام 1990، مع خسارة سنوية قدرها 10 ملايين هكتار.
ولمواجهة هذه التحديات، تدشن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" العديد من البرامج والمبادرات لتعزيز رصد الغابات بالتقنيات الحديثة والابتكار التقني واستخدام البيانات الفضائية والاستشعار عن بعد.
وأُبلغت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ بتحقيق 13.7 مليارات طن من التخفيضات أو التحسينات في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغابات، وذلك بفضل الابتكار والشفافية في رصد الغابات.
مع فقدان 10 ملايين هكتار من الغابات بسبب إزالة الغابات وتضرّر ما يقارب 70 مليون هكتار بالحرائق سنويًا، تدعو الحاجة إلى ابتكارات تكنولوجية في مجال نظم الإنذار المبكر للحرائق وفقدان الغابات، وكذلك من أجل تمكين الإنتاج المستدام للسلع الأساسية.
ومن الممكن للأساليب والتقنيات المبتكرة في إطار عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية، بما في ذلك إصلاح الغابات وزراعة الأشجار في الأراضي المتدهورة، أن تسهم بثلث الجهود الإجمالية المبذولة للتخفيف من تغيّر المناخ اللازمة للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين بحلول عام 2030، بموازاة تعزيز الأمن الغذائي وسُبل العيش.
ويحرص سنويا منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" بالتعاون مع الحكومات والشركاء المعنيين بالغابات وغيرها من المنظمات ذات العلاقة، على الاحتفال باليوم العالمي للغابات بتنظيم الفعاليات التوعوية.