سوريا.. ارتفاع حصيلة ضحايا الضربات مجهولة المصدر في دير الزور

سوريا.. ارتفاع حصيلة ضحايا الضربات مجهولة المصدر في دير الزور

ارتفع عدد ضحايا القصف الجوي على مواقع ومناطق في دير الزور والبوكمال ومحيطها، إلى 18 قتيلاً كحصيلة غير نهائية، وهم مهندس مدني سوري واحد، وعنصر سوري يعمل مع حزب الله، و16 من الحرس الثوري الإيراني، وفقا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء.

وأصيب نتيجة هذه الضربات مجهولة المصدر 31 شخصا وهم 21 من الميليشيات التابعة لإيران، و10 من المدنيين.

وكانت طائرات حربية "مجهولة" استهدفت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء فيلا، عبدالمنعم شهاب، التي تتخذها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني كمقر اتصالات في حي الفيلات بمدينة دير الزور، ومقر قرب منطقة العباس وموقعين في البوكمال قرب الحدود السورية- العراقية بريف دير الزور الشرقي.

وأشار المرصد إلى أن آخر استهداف جوي أمريكي معلن كان في يومي 2 و3 من شهر فبراير الماضي، حيث استهدف 28 موقعا في دير الزور والميادين والبوكمال بريفها الشرقي وأسفرت الضربات عن مقتل 34 عنصرا من الميليشيات الإيرانية، بينهم 6 من حزب الله اللبناني و12 من الجنسية السورية.

وفي 29 ديسمبر الماضي قتل 25 عنصرا من المقاتلين المدعومين من إيران بضربات جوية، حيث نفذت طائرات إسرائيلية غارات على نقاط تابعة للميليشيات الإيرانية في المربع الأمني الإيراني قرب دوار الهجانة، ونقاط في الفوج 47 في بادية مدينة البوكمال، بالإضافة إلى قافلة تابعة للميلشيات بعد دخولها الأراضي السورية قادمة من العراق، ومقرات وشحنة عسكرية ومستودع للذخيرة وآليات في مدينة البوكمال وريفها قرب الحدود السورية- العراقية، وفقا للمرصد.

مقتل موظف أممي

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أحد موظفيها قتل في غارة جوية في سوريا، الثلاثاء.

وأوضحت المنظمة أن، عماد شهاب، وهو مهندس في مدينة دير الزور، قُتل في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء عندما تعرض منزله للقصف خلال سلسلة من الغارات الجوية في المنطقة. وكان شهاب مسؤولا بالمنظمة عن شؤون المياه والصرف الصحي والنظافة في المدينة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، "وفاته المفاجئة تذكير صارخ بالعنف المستمر والمعاناة التي يتحملها الشعب السوري. وسنفتقده كثيرا".

الولايات المتحدة تنفي 

ونفت الولايات المتحدة، الثلاثاء، شن ضربات جوية فجرا على سوريا بعدما ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية وإيرانية أن قوات أمريكية قصفت منطقة بشرق سوريا مما أدى إلى مقتل 7 جنود على الأقل، أحدهم ينتمي للحرس الثوري الإيراني.

وأضافت وسائل إعلام سورية أن مدنيا قتل أيضا فضلا عن إصابة ما لا يقل عن 19 جنديا و13 مدنيا في الغارات التي استهدفت مناطق سكنية ومواقع عسكرية في محافظة دير الزور وأسفرت كذلك عن أضرار كبيرة بممتلكات عامة وخاصة.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن مستشارا بالحرس الثوري الإيراني قتل في الغارات الجوية الأمريكية على شرق سوريا، دون أن تكشف عن رتبته.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، لصحفيين في واشنطن "لم نشن غارات جوية على سوريا الليلة الماضية".

وسبق أن هاجمت قوات متحالفة مع إيران في شرق سوريا القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة النائية ويبلغ قوامها 900 جندي. وردت الولايات المتحدة من حين لآخر بشن ضربات هناك على أهداف مرتبطة بإيران. وقصفت إسرائيل مرارا أهدافا إيرانية في سوريا، وفقا لرويترز.

وتقول إيران إن ضباطها يقومون بدور استشاري في سوريا بناء على دعوة من النظام السوري لمساعدة الرئيس، بشار الأسد، في الحرب السورية.

وقال مصدران استخباريان بالمنطقة لرويترز إن طائرات إسرائيلية شنت عدة غارات على موقعين داخل مدينة دير الزور والبوكمال حيث توجد مواقع للحرس الثوري الإيراني.

وتقول إسرائيل، التي تشعر بالقلق من تنامي نفوذ إيران بالمنطقة ووجودها العسكري في سوريا، إنها شنت مئات الغارات على سوريا للحد من الانتشار الإيراني. ولم تعلق على غارات الثلاثاء.

وخلال العام الماضي، تركزت هجمات الطائرات المسيرة الإسرائيلية على بلدة البوكمال الحدودية، الواقعة جنوب شرقي الميادين، والتي تقع على طريق إمداد استراتيجي للفصائل المتحالفة مع إيران والتي ترسل بانتظام تعزيزات من العراق إلى سوريا.

وتسيطر الفصائل المتحالفة مع إيران أيضا على مساحات واسعة من الحدود على الجانب العراقي.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وبعد مرور ثلاثة عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية