اليوم الدولي للقضاء على الهدر.. تحديات عالمية لخفض النفايات وتحقيق الاستدامة

يحتفل به في 30 مارس من كل عام

اليوم الدولي للقضاء على الهدر.. تحديات عالمية لخفض النفايات وتحقيق الاستدامة

رغم معاناة العديد من شعوب العالم من مخاطر المجاعات وانعدام الأمن الغذائي، يظل الفاقد والهدر شبحا يخيم على كوكب الأرض، لا سيما في ظل تزايد الظواهر المناخية المتطرفة الناجمة عن الاحترار العالمي.

ويحيي العالم، اليوم الدولي للقضاء على الهدر، في 30 مارس من كل عام، لتسليط الضوء على ضرورة تعزيز إدارة النفايات على نطاق عالمي وأهمية ممارسات الإنتاج والاستهلاك المستدامة على حد سواء.

وتقول الأمم المتحدة، إنه على البشرية اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة النفايات، لا سيما وأن ممارسات الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة من شأنها أن تقود الكوكب نحو الدمار.

وتولد الأسر المعيشية والأعمال التجارية الصغيرة ومقدمو الخدمات العامة ما بين 1.2 بليون و3.2 بليون طن من النفايات البلدية الصلبة كل عام، بدءا من التعبئة والتغليف والمعدات الكهربائية والإلكترونية ووصولا إلى المواد البلاستيكية والمواد الغذائية.

ورغم ذلك فإن خدمات إدارة النفايات في جميع أنحاء العالم غير مجهزة للتعامل مع هذا الوضع، حيث يفتقر 7.2 بليون شخص إلى إمكانية الوصول إلى جمع النفايات الصلبة، ولا يُدار سوى 60 بالمئة من النفايات البلدية الصلبة في مرافق خاضعة للرقابة.

ويحتفل اليوم الدولي بالمبادرات التي تروج للقضاء على الهدر على جميع المستويات، وهي مبادرات تساهم في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ويظل تحسين عملية جمع النفايات وإعادة تدويرها والأشكال الأخرى للإدارة السليمة للنفايات يمثل أولوية مُلحة.

ويستلزم الحد من توليد النفايات واعتماد نهج دورة الحياة، وينبغي إعادة استخدام الموارد أو استعادتها كلما أمكن ذلك، وينبغي تصميم جميع المنتجات بحيث تكون منتجات متينة وتُصنع من عدد أقل من المواد وتكون غير مضرة بالبيئة. 

وتساهم هذه الأنواع من الحلول في المراحل الأولية من الإنتاج في تقليل تلوث الهواء والأرض والمياه وتقليل استخراج الموارد الطبيعية القيمة والمحدودة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "كوكب الأرض يرزح تحت سيل جارف من القمامة، وتنتج البشرية كل عام أكثر من بليوني طن من النفايات الصلبة الحضرية".

وأوضح غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "يُلقى بالطعام المتعفن والقنينات البلاستيكية والأجهزة الإلكترونية الملوثة بالمواد الكيميائية وغير ذلك الكثير دون أي مراعاة لمياهنا وأرضنا وهوائنا".

وأضاف: "تُطلق هذه القمامة أثناء تحلّلها غازات الدفيئة المسبِّبة لاحترار الكوكب في غلافنا الجوي، وتسمّم مياهنا وتربتنا، وتسبّب العِلل والأمراض، وحتى الموت بين الناس في جميع أنحاء العالم، فقد بات الاستهلاك المفرط يقتلنا وباتت الإنسانية بحاجة إلى تدخّل".

وتابع: "منذ العام الماضي، يعمل المجلس الاستشاري المعني بالقضاء على الهدر من أجل توحيد صفوف الشركاء حول هذه المسألة الحاسمة، وتحديد التدابير التي يجب اتخاذها لتحويل مسعى القضاء على الهدر إلى حقيقة واقعة".

وحث الأمين العام الشركات التجارية على إعادة التفكير في طرائق تصنيع منتجاتها للتقليل إلى أدنى حد من الإسراف في تغليف السلع والمنتجات وزيادة مدة صلاحيتها ودورة حياتها إلى أقصى حد، قائلا: "يجب على المستهلكين التفكير مليّا قبل شراء السلع والمنتجات، وإعادة تدويرها أو إعادة استخدامها حيثما أمكن ذلك".

كما أوصى الحكومات، أن تعمل على بناء اقتصادات دائرية تعالج استنزاف الموارد وإدارتها، والاستثمار في برامج حديثة لإدارة النفايات تستند إلى إعادة الاستخدام وإعادة التصنيع والاسترداد ومنع الهدر.

واختتم غوتيريش كلمته بعبارة: "يجب على المجتمع العالمي أن يقف صفا واحدا ويعمل من أجل التوصل إلى وضع معاهدة ملزمة قانونا لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية، وبمناسبة هذا اليوم المكرّس لمسألة القضاء على الهدر، دعونا نتعهد بوضع حد نهائي لحلقة الهدر المدمِّرة".

ويمكن أن يساعد الترويج للمبادرات التي تُعنى بالقضاء على الهدر في هذا اليوم الدولي في تعزيز جميع الأهداف والغايات الواردة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، بما في ذلك الهدف 11 وكذلك الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة، حيث يُعنى هذان الهدفان بكل أشكال الهدر، بما فيها هدر الطعام وفقده والنفايات، واستخراج الموارد الطبيعية والنفايات الإلكترونية.

ووفق التقديرات الأممية، إذا وضعت النفايات الصلبة البلدية الناتجة خلال عام واحد في حاويات شحن قياسية سيبلغ طولها ما يعادل الالتفاف حول الكرة الأرضية 25 مرة.

كما أن استخدام الموارد الطبيعية بشكل متزايد هو العامل الرئيسي لأزمة الكوكب الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي والتلوث.

وتحذر الأمم المتحدة في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيرتفع حجم النفايات الصلبة الحضرية المتولدة إلى 3،8 بليون طن سنويا بحلول عام 2050.

وتنتج البشرية حوالي 430 مليون طن من المواد البلاستيكية كل عام، يصنف ثلثاها على أنها منتجات قصيرة الأمد تتحول إلى نفايات بعد مدة قصيرة من الاستخدام.

 



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية