الجوع يفتك بسكان غزة.. 18 وفاة في 24 ساعة وتحذيرات أممية من مجاعة
الجوع يفتك بسكان غزة.. 18 وفاة في 24 ساعة وتحذيرات أممية من مجاعة
دقّت وزارة الصحة في قطاع غزة ناقوس الخطر، معلنة تسجيل 18 حالة وفاة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية؛ نتيجة الجوع وسوء التغذية، في مؤشر جديد على تفاقم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع المحاصر.
ويأتي هذا التصعيد المأساوي في وقت تتوالى فيه تحذيرات منظمات دولية وأممية بشأن الانزلاق السريع نحو مجاعة واسعة النطاق تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، بحسب ما ذكرت "صحة غزة" في بيان لها، اليوم الاثنين.
وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير نشره الأحد، أن الجوع في قطاع غزة بلغ "مستويات غير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن "الناس يموتون بسبب نقص المساعدات". وأوضح التقرير أن "واحدًا من بين كل ثلاثة أشخاص في القطاع لا يتناول الطعام لأيام متتالية"، وهو ما يشير إلى انهيار تام في سبل تأمين الغذاء للمواطنين.
وحذر التقرير من أن الوضع بات يمثل تهديدًا مباشراً لبقاء المدنيين على قيد الحياة، مضيفًا أن عمليات توزيع المساعدات الإنسانية تواجه عراقيل كارثية، ليس أقلها تعرض المدنيين لإطلاق النار أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء.
وأوضح البرنامج أن "حشودًا من منتظري المساعدات في غزة تعرضت لإطلاق نار مباشر من دبابات إسرائيلية وقناصة ومصادر أخرى"، مؤكدًا أن الضحايا لم يكونوا مسلحين، بل "مدنيين جوعى لم يفعلوا سوى محاولة الحصول على طعام".
ودعا البرنامج جميع الأطراف والمجتمع الدولي إلى "تسهيل إيصال المساعدات الغذائية فورًا"، محذرًا من أن التأخير يعني مزيدًا من الوفيات في صفوف السكان الذين يعيشون على شفا المجاعة.
الأونروا: "اللامبالاة تواطؤ"
من جهتها، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) صرخة استغاثة جديدة، مشيرة إلى تلقيها "رسائل يأس من موظفيها داخل قطاع غزة بشأن تفشي الجوع"، ومؤكدة أن ما يجري هو "كارثة من صنع الإنسان، تجري في ظل إفلات تام من العقاب".
وشددت الوكالة عبر بيان نشرته على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) على أن "الطعام متوفر على بعد بضع كيلومترات فقط من غزة، لكن غياب الإرادة السياسية هو ما يمنع إدخاله".
وأضافت الأونروا أن لديها مخزونًا غذائيًا يكفي لتغطية احتياجات سكان القطاع بالكامل مدةَ ثلاثة أشهر، لكنها لم تُمنح إذنًا بإدخال أي شحنة مساعدات منذ 2 مارس الماضي.
وأكدت الوكالة أن ما يحتاجه القطاع اليوم هو "رفع الحصار فورًا، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بأمان وعلى نطاق واسع"، موجهةً تحذيرًا صريحًا: "اللامبالاة تواطؤ، وإذا استمرت، فإننا نفقد إنسانيتنا".
تحذير من "الإبادة الجماعية"
بدورها، حذرت وزارة الصحة في غزة، في بيان رسمي، من "بلوغ المجاعة مستويات كارثية غير مسبوقة"، مؤكدة أن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من أربعة أشهر، والذي يشمل منع إدخال الغذاء والدواء، تسبب بانهيار المنظومة الصحية بالكامل.
وأشار البيان إلى أن أكثر من مليوني مواطن في القطاع يعيشون اليوم في حالة جوع قاتل، نتيجة استمرار الحرب منذ 21 شهرًا، واصفًا ما يجري بأنه "حرب إبادة جماعية" تستهدف المدنيين من خلال سياسات التجويع والحرمان الممنهج من المساعدات.
وتتوافق التحذيرات الأممية مع تقارير سابقة صادرة عن منظمات حقوقية، من بينها منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي أكدت أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً في الحرب، وهو ما يشكل "جريمة حرب" بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي ظل غياب أي مساءلة دولية فعّالة، تتعمّق الكارثة، في وقت تتواصل فيه المطالب بفتح تحقيقات دولية مستقلة حول الاستخدام الممنهج للتجويع ضد المدنيين.
دعوات للتحرك العاجل
تتصاعد المطالب من منظمات الإغاثة الدولية والحكومات حول العالم للضغط على إسرائيل من أجل السماح الفوري بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وإقامة ممرات إنسانية آمنة لتجنب وقوع مجاعة شاملة.
ودعت العديد من الشخصيات الحقوقية إلى تحرك فوري من المحكمة الجنائية الدولية لفتح ملفات التحقيق في "جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين في غزة".
ومع استمرار الصمت الدولي، يتزايد القلق من أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية بسبب الجوع، وليس فقط بسبب القصف، وسط ما تصفه منظمات الأمم المتحدة بأنه "انهيار إنساني كامل لم يعد بالإمكان السكوت عنه".