شركات الطيران تواجه تحديات وخسائر بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل
شركات الطيران تواجه تحديات وخسائر بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل
تواجه شركات الطيران العربية والعالمية تحديات وخسائر بعد أن واجهت إغلاقاً للمجال الجوي في منطقة الشرق الأوسط جراء الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، واتجاهها لمجموعة محدودة من الخيارات لمسار رحلاتها بين أوروبا وآسيا.
وأعلنت عدة دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن والعراق ولبنان، إغلاق مجالاتها الجوية بعد أن قامت إيران بإطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ. في الوقت الذي فرضت فيه كل من إسرائيل وإيران قيوداً على حركة الطيران فوق مجالهما الجوي.
وقامت عدد من شركات الطيران بإعادة توجيه مسارات رحلاتها أو تجنب مناطق الاضطرابات في سلسلة من القرارات من شأنها إطالة مدد الرحلات وزيادة تكاليف الوقود. ومن ضمن هذه الشركات "طيران كوانتاس" والخطوط الجوية السنغافورية وشركة الخطوط الألمانية "لوفتهانزا"، في حين قالت الخطوط الجوية الكويتية إنها ستقوم بتحويل رحلاتها بعيداً عن مناطق التوتر.
على نحو مشابه، أعلنت الخطوط الجوية السويسرية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى إشعار آخر، فيما ستتجنب جميع طائراتها المجال الجوي لإيران والعراق وإسرائيل.
كانت إسرائيل قد أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات المحلية والدولية يوم أمس، قبل أن تعيد فتحه صباح اليوم الأحد.
وبالمثل أغلق كل من الأردن ولبنان والعراق مجالاتها الجوية مؤقتاً أمام الرحلات القادمة والمغادرة والعابرة كإجراء احترازي. وقد مددت عمّان الإغلاق لعدة ساعات، وأرجعتها إلى المخاطر المتزايدة في المنطقة، بحسب وسائل إعلام رسمية.
تحديات متراكمة
يتم استخدام المجال الجوي الإيراني بشكل اعتيادي من قبل شركات الطيران لرحلاتها المسافرة بين أوروبا والهند أو جنوب شرق آسيا. يُعد المجال الجوي في منطقة الشرق الأوسط مليئاً بالمخاطر والتعقيدات. وتواجه شركات الطيران مجموعة من التحديات بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعطيل المسارات للعديد من شركات النقل الجوي، ما اضطرها إلى التحول لمسارات أطول لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.
في وقت سابق من الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حركة حماس في غزة، واجهت شركات الطيران عشرات من الاضطرابات تركز معظمها في تل أبيب، ما أدى إلى إلغاء الرحلات الجوية من وإلى البلاد.
تأتي القرارات الأخيرة المرتبطة بتحويل مسار الرحلات في الوقت الذي صدت فيه إسرائيل وحلفاؤها، بقيادة الولايات المتحدة، هجوماً إيرانياً كرد على استهداف إسرائيلي مشتبه به للسفارة الإيرانية في سوريا في الأول من أبريل الجاري، والذي أسفر عن مقتل قائد عسكري كبير. وأعلنت إيران أمس عن استيلائها على سفينة حاويات تابعة لإسرائيل بالقرب من مضيق هرمز.
وقبل ذلك بأيام، علقت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" رحلاتها إلى طهران، وهي خطوة أعقبتها نظيرتها الخطوط الجوية النمساوية. كما قامت "كوانتاس" أيضاً بتعديل مسار رحلاتها المباشرة بين بيرث ولندن مؤقتاً لتتوقف في سنغافورة للتزود بالوقود الإضافي اللازم لإعادة توجيه مسارها حول المنطقة المضطربة.
وقالت الخطوط الجوية السنغافورية إن رحلاتها لا تحلق فوق المجال الجوي الإيراني. فيما ذكر المتحدث باسم شركة "كاثي باسيفيك" في رسالة نصية اليوم الأحد أن الشركة تراقب الوضع في الشرق الأوسط عن كثب، رغم أن عملياتها لا تزال تعمل بشكل طبيعي.
وألغت "طيران الإمارات" بعض رحلاتها، بينما ألغت "الاتحاد" للطيران رحلاتها إلى تل أبيب وعمان، اليوم الأحد.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن بيان صادر عن شركة "فلاي دبي" الإماراتية، "تأثرت بعض رحلاتنا بالإغلاق المؤقت لعدد من المجالات الجوية في المنطقة".
وأعلنت شركة طيران "العال"، أنها استأنفت عملياتها و"تعمل لإعادة الاستقرار لجدول الرحلات في أسرع وقت ممكن".
وأضافت "العال ستواصل العمل قدر استطاعتها للحفاظ على الجسر الجوي من وإلى إسرائيل".
وألغت الشركة 15 رحلة إلى أوروبا ودبي وموسكو كانت مقررة اليوم الأحد، مع إجبار رحلات أقلعت من بانكوك وبوكيت في تايلاند على العودة.
كما أعلنت شركة مصر للطيران، الأحد، تعليق الرحلات الجوية بين مصر والأردن والعراق ولبنان حتى إشعار آخر.
وقالت الشركة، في بيان عبر "فيسبوك": "نظراً لإغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران في كلٍ من الأردن والعراق ولبنان بسبب الأحداث الإقليمية في المنطقة، فقد قررت مصر للطيران تعليق رحلاتها الجوية من وإلى مختلف المطارات بالدول المذكورة".
وقالت شركة "أركياع" للطيران، إنها تعمل على تعديلات لجدول رحلاتها، بعد أن أجلت مبدئيا رحلات متجهة إلى أثينا وميلانو وجنيف.
ووفقا لسلطات المطارات فقد شهدت رحلات أغلب الشركات الأجنبية تأخيرات بما في ذلك رحلات لشركة ويز إيرإلى لندن وشركة إير إنديا إلى نيودلهي وشركة أيبيريا إلى مدريد وشركة إير فرانس إلى مارسيليا.
وذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء اليوم الأحد، أن مطار مهر أباد في طهران ومطارات أخرى في عدة مدن إيرانية ألغت الرحلات الداخلية، حتى صباح غد الاثنين، بسبب التوتر في الشرق الأوسط.