مخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على تضليل بيانات الانتخابات الأمريكية 2024

مخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على تضليل بيانات الانتخابات الأمريكية 2024

كشف باحثون أمريكيون عن ازدياد المخاوف بين المشرعين الأمريكيين من تأثير الذكاء الاصطناعي على تضليل بيانات الانتخابات الأمريكية 2024 التي تنتشر على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشاروا إلى أن شركات الإنترنت غير مستعدة لموجة التضليل بالحملات الدعائية الفترة القادمة، وهو الأمر الذي يزيد المخاوف لدى المشرعين الأمريكيين بشأن مصداقية البيانات المتداولة.

وأوضحت نتائج الدراسة، التي نشرتها اليوم الثلاثاء، شركتا موزيلا وCheckFirst، أن شركات التقنية الرائدة تتأخر في أدوات الشفافية للإعلانات.

 أجريت الدراسة بين شهري ديسمبر ويناير، واختبرت محرك بحث جوجل، وموقع يوتيوب التابع لشركة ألفابيت- Alphabet متعددة الجنسيات ومقرها كاليفورنيا وتعد ثالث أكبر شركة تكنولوجيا في العالم وهي الشركة الأم لعديد من الشركات والشركات التابعة السابقة لشركة جوجل، ومتجر التطبيقات التابع لشركة  Apple، وBing وLinkedIn التابعة لـ Microsoft، بالإضافة إلى خدمات من Meta وPinterest وSnap وTikTok وX وغيرها.

ووفقًا للباحثين الأمريكيين، فإن النتائج لم تكن جيدة، بل وصف بعضها بالـ"مخيبة للآمال"، الأمر الذي يثير مخاوف وشكوكا كبيرة لدى عدد كبير من المشرعين الأمريكيين حول مدى دقة البيانات المتعلقة بالدعاية الانتخابية.

كما أشار الباحثون إلى أن المشرعين الأمريكيين يشعرون بمزيد من القلق لتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قال "جوش بيكر"، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي بولاية كاليفورنيا، هناك سبب للقلق الجدي في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتضليل الناخبين في الحملات الانتخابية".. وقالت "كلير بيرشان" رائدة قانونية للاتحاد الأوروبي في "موزيلا" لشبكة سي.إن.بي.سي الأمريكية، لم تجتز أي منصة الاختبار بتصنيف "جاهزة للعمل"، وتراوحت النتائج بين نقص البيانات والوظائف الحيوية، وفجوات كبيرة في البيانات والوظائف وفقًا للدراسة.

وأوضحت الدراسة أن هذه الأخبار مقلقة، وأن الشركات الرئيسية تستعد لعام ضخم من الانتخابات التي تؤثر على أكثر من 4 مليارات شخص في أكثر من 40 دولة.

وقال أموري ليسبلينجارت، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للتكنولوجيا في CheckFirst، في مقابلة مع شبكة “سي.إن.بي.سي”: "من المهم الآن للمنصات أن تتعاون، ومن المهم لنا أن ندفع الآن بسبب عام الانتخابات".

يشار إلى أن أدوات الشفافية للإعلانات فرضت بقانون الخدمات الرقمية Digital Services Act التابع للاتحاد الأوروبي، والتي تتطلب من المنصات التقنية الكبيرة الحفاظ على مكتبات الإعلانات وغيرها من الأدوات، مثل واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، ليتم استخدامها من قبل الباحثين والجمهور.

وكان الموعد النهائي لقانون الخدمات الرقمية DSA هو الأول من يناير.. وأشار الباحثون إلى أن زيادة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والمحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي أدى إلى مخاوف جدية بشأن تضليل الانتخابات، حيث زاد عدد الفيديوهات المزيفة المنتجة بتقنية "الديبفيك" بنسبة 900% سنويًا، وفقًا لبيانات من شركة تعلم الآلة "Clarity".

وتضليل الانتخابات مشكلة رئيسية يعود تاريخها إلى حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، عندما سعت الجهات الروسية لاستخدام طرق سهلة لنشر محتوى غير دقيق عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأدوات التي تقدمها شركة "إكس" كانت "خيبة أمل كبيرة"، حيث قدمت الشركة ملف السيرة الذاتية CSV فقط، وهي ملفات سهل التعديل عليها، بدلاً من واجهة ويب، مما جعل من الصعب البحث عن الإعلانات.. وقال ليسبلينجارت، لشبكة سي.إن.بي.سي، إن المستخدمين يجب أن يعرفوا اسم المعلن والبلد المستهدف وتاريخ الإعلان، مما يعتبر تضليلا في البيانات الإعلانية.

كما كشف الباحثون أيضا عن أنه "ربما نشعر بخيبة أمل أكبر لرؤية شركة "X"، المعروفة سابقًا بـ Twitter، تبذل جهدًا محدودًا، خاصةً مع بقائها مكانًا مركزيًا للحوار المدني".

وكتب الباحثون “ربما هذا هو السبب في قيام الاتحاد الأوروبي بتضمين مستودع الإعلانات التابع لشركة ”إكس" في إجراءاته الرسمية ضد المنصة بموجب قانون الخدمات الرقمية".

وحصلت شركات Bing وSnapchat وAliExpress التابعة لشركة Alibaba وZalando أيضًا على أقل العلامات، كما حصلت شركات Alphabet وPinterest وBooking.com على تصنيفات ثانوية.. وحصل متجر تطبيقات Apple وLinkedIn وMeta وTikTok على علامات أعلى، رغم تصنيفها أنها لا تزال تعاني من "فجوات كبيرة" في البيانات والوظائف.

وأضاف الباحثون "ما يهمنا في الأساس أن حتى أفضل الطرق في الدعاية الانتخابية لا تفي بالمعايير الأساسية لدينا".

وفي ما يتعلق بأدوات الشفافية التابعة لـ Alphabet لبحث Google وYouTube، قال الباحثون "مرت 6 سنوات ولا يمكننا بعد البحث بواسطة كلمة مفتاحية".. أبلغوا عن مشاكل دقة البيانات المفقودة على Pinterest وTikTok.. وبالنسبة لأدوات Bing، لا يستطيع المستخدمون البحث عن كلمات تحتوي على رموز خاصة.

وبالنسبة لأدوات متجر تطبيقات" آبل"، لا يستطيع المستخدمون والباحثون رؤية حملات الإعلانات مفصلة حسب البلد المستهدف، وهو ميزة مهمة لتتبع تضليل الانتخابات، وفقًا للدراسة.

 وكتب الباحثون "تعتمد فعالية هذه الأدوات على مدى فائدتها للباحثين في الممارسة"، وأضافوا: " نود أيضًا النظر إلى الجانب المشرق، ونتطلع إلى المزيد من التحسينات في المستقبل".

وتقع على عاتق الشركات التكنولوجية مسؤوليات في مجال حقوق الإنسان انطلاقا من إعمال الحق في المعلومات تماشياً مع المبادئ التوجيهية للأعمال التجارية وحقوق الإنسان وفق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في جلسة هي الأولى التي يخصّصها مجلس الأمن في يوليو 2023 للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي: "من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة".

وتابع: "الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر"، مشيرا إلى أن التقنية قادرة على المساعدة في تعظيم الإنتاج وتطويره ووضع حد للفقر أو علاج السرطان، لكن قد تكون لها "عواقب خطيرة جدا على السلام والأمن الدوليين".

ومن جهة أخرى "الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور"، بحسب غوتيريش.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية