خبيرة مناخ: فيضانات مقاطعة أورينبورغ كانت الأعنف في 80 عاماً

خبيرة مناخ: فيضانات مقاطعة أورينبورغ كانت الأعنف في 80 عاماً

كشفت خبيرة المناخ، ناتاليا فرولوفا، نائبة رئيس قسم الهيدرولوجيا بكلية الجغرافيا في جامعة موسكو الحكومية، عن أن الفيضانات التي تشهدها مقاطعة أورينبورغ جنوب روسيا، كانت الأعنف من نوعها خلال الـ80 عاما الأخيرة.

وقالت فرولوفا، إن بين أسباب هذا الفيضان درجات الحرارة المرتفعة التي سجلت في المنطقة أواخر مارس الماضي ومطلع أبريل الجاري، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.

وأضافت خبيرة المناخ: "بدأ ذوبان الثلوج بسرعة كبيرة وهطلت أمطار غزيرة مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق ومفاجئ لمنسوب المياه في نهر الأورال".

وأدى ارتفاع منسوب المياه إلى انهيار سد ترابي عند مدينة أورسك بمقاطعة أورينبورغ في 5 أبريل الجاري.

وأدى ذلك إلى غمر المياه مناطق متفرقة من المدينة وتوجه المياه نحو مدينة أورينبورغ، التي فاض فيها هي الأخرى نهر الأورال.

وبدأت عملية إجلاء السكان من المناطق المنكوبة إلى مراكز الإيواء، ووجه الرئيس فلاديمير بوتين بتعويض المتضررين بترميم المنازل القابلة لإعادة التأهيل، وشراء منازل جديدة لأصحاب البيوت المنهارة، إضافة إلى معونات عينية ومالية، وتعويضات مالية عن الممتلكات.

وأعلنت السلطات في مدينتي أورينبورغ وأورسك بدء انحسار مياه الفيضان، وأن آثار الدمار التي خلفها الفيضان لن تتم إزالتها بالكامل قبل شهر من الآن.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية