الفيضانات تحدث دماراً كبيراً في بوروندي وكينيا
الفيضانات تحدث دماراً كبيراً في بوروندي وكينيا
أسفرت الفيضانات عن إحداث دمار في أجزاء كبيرة من بوروندي وكينيا، اللتين تشهدان هطول أمطار غزيرة.
وطالبت دولة بوروندي الفقيرة الدول بإمدادها بمساعدات للتعامل مع آثار الفيضانات، بعد أن اجتاحت المياه "بوجومبورا" العاصمة الاقتصادية لبوروندي، عقب ارتفاع منسوب بحيرة تنجانيقا، ما أدى إلى تعطيل الأعمال بها وبأماكن عديدة في البلاد التي تعتمد بشكل كبير على دعم المانحين لإدارة البرامج الحكومية، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس.
وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في بوروندي فيوليت كينيانا كاكيوميا إنه في الفترة من سبتمبر الماضي وحتى 7 أبريل الجاري، تضرر حوالي 203 آلاف و944 شخصا جراء الفيضانات مع تدمير 19 ألفا و250 منزلا و209 فصول دراسية خلال تلك الفترة وارتفع عدد النازحين داخليا بسبب الفيضانات بنسبة 25% ليصل إلى أكثر من 98 ألف شخص.
وتعد بوروندي واحدة من أفقر دول العالم، إذ يعمل 80% من سكانها (البالغ عددهم 13 مليون نسمة) في الزراعة، بحسب البنك الدولي.
ويقول خبراء المناخ إن الفيضانات في بوروندي وأماكن أخرى في المنطقة هي جزء من الظروف القاسية المرتبطة بظاهرة النينيو المناخية، والتي تسبب ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط وهطول أمطار غزيرة في مناطق، وجفاف في أخرى حول العالم.
وفي الوقت نفسه، لقي 35 شخصا في كينيا حتفهم منذ منتصف مارس الماضي جراء الفيضانات التي أثرت على أكثر من 100 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة، وتم الإبلاغ عن فيضانات في المناطق السكنية في العاصمة نيروبي، حيث فاضت الأنهار عن ضفافها.
وحذرت الوكالة الحكومية الكينية المسؤولة عن الطرق سكان نيروبي من تجنب الطرق السريعة التي غمرتها المياه، بما في ذلك الطريق المؤدي إلى مدينة مومباسا الساحلية.
كما تم الإبلاغ عن فيضانات وانهيارات طينية في غرب كينيا. وفي المنطقة الشمالية، وجرفت مياه الفيضانات حافلة ركاب على أحد الجسور في وقت سابق من الشهر الجاري، وتجنبت السلطات وقوع كارثة بعد إنقاذ 51 راكبا.
وتتوقع إدارة الأرصاد الجوية الكينية أن يصل هطول الأمطار إلى ذروته هذا الأسبوع.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".