الأمن التونسي يخلي عمارة في صفاقس من مئات المهاجرين بالقوة
الأمن التونسي يخلي عمارة في صفاقس من مئات المهاجرين بالقوة
أخلت قوات الأمن التونسية، عمارة بولاية صفاقس من مئات المهاجرين غير النظاميين بالقوة، حيث تواجه الولاية أزمة متفاقمة بسبب تدفق مهاجرين من دول إفريقيا الواقعة في جنوب الصحراء.
وتولت قوات خاصة من الأمن التونسي تطويق المبنى المتهالك والمهجور بحي النور في صفاقس، والمكون من عدة طوابق، وأخلته من المهاجرين في عملية أمنية أمس الاثنين، شابتها مناوشات بين الجانبين، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وقال متحدث باسم الحرس الوطني، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، إن الوضع الصحي والبيئي في العمارة كان مترديا ويهدد بتسرب أمراض.
وأشار المتحدث إلى تورط جماعات من المهاجرين في المبنى في قضايا اتجار بالبشر واحتجاز رهائن وأعمال أخرى غير أخلاقية.
ويرابط الآلاف من المهاجرين اليائسين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في المزارع وغابات الزيتون بمعتمديات الولاية ومن بينها أساسا جبنيانة والعامرة، في انتظار فرصة عبور البحر المتوسط نحو الجزر الإيطالية القريبة من أجل حياة أفضل داخل دول التكتل الأوروبي الغني.
وأعلنت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني في زيارتها لتونس قبل أسبوع، عن تنسيق مع تونس من أجل مكافحة عصابات تهريب البشر كأحد الأولويات الرئيسية للحد من التدفقات الكبيرة للمهاجرين على سواحل إيطاليا.
الهجرة غير الشرعية
وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد قبرص واليونان وإيطاليا وإسبانيا من نقاط الدخول الرئيسية إلى دول الاتحاد الأوروبي للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا والقادمين من جنوب الصحراء، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، زيادة عدد المهاجرين إليها بالتزامن مع أزمات الاقتصاد والطاقة والأمن الغذائي الناجمة عن حرب أوكرانيا، خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط، بخلاف تداعيات التغيرات المناخية والحروب والنزاعات المختلفة.
أخطر طريق للهجرة بالعالم
يعتبر وسط البحر المتوسط أخطر طريق للهجرة في العالم، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، وبحسب بيانات الوكالة التابعة للأمم المتحدة سجل عام 2023 أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية، فيما لا يزال البحر الأبيض المتوسط هو الطريق الأكثر دموية للمهاجرين على الإطلاق وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وذكرت المنظمة الدولية، أنه تم توثيق أكثر من 63 ألف حالة وفاة واختفاء في جميع أنحاء العالم على مختلف طرق الهجرة في السنوات العشر التي تلت إنشاء مشروع المهاجرين المفقودين.
وأفاد التقرير بأن نحو 8565 شخصا توفوا على طرق الهجرة في عام 2023 ما يجعله العام الأكثر دموية على الإطلاق، لافتا إلى أن عدد القتلى في العام الماضي يمثل زيادة مأساوية بنسبة 20% مقارنة بعام 2022 مما يؤكد الحاجة لاتخاذ إجراءات لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.