الفيضانات تجبر 70 ألف شخص على ترك منازلهم في البرازيل

الفيضانات تجبر 70 ألف شخص على ترك منازلهم في البرازيل

كشفت السلطات البرازيلية، عن أنّ ما يقرب من 70 ألف شخص اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم، وأنّ أكثر من مليون مسكن بات بلا مياه، بسبب الفيضانات المدمّرة التي تضرب جنوب البرازيل منذ أيام.

وبلغت حصيلة ضحايا الفيضانات وانزلاقات التربة الناجمة من الأمطار الغزيرة في ريو غراندي دو سول بجنوب البرازيل 55 قتيلا مع 7 وفيات أخرى تخضع "للتحقيق"، فضلا عن 74 مفقودا و107 جرحى، بحسب الدفاع المدني، في حين تشهد عاصمة الولاية بورتو أليغري كارثة "غير مسبوقة"، وفق وكالة فرانس برس.

وأدى انفجار قوي في محطة للوقود، السبت، إلى مقتل شخصين على الأقل في بورتو أليغري، حيث وقع الانفجار في حين كانت سيارات تابعة لأجهزة الإنقاذ تتزود بالوقود في المحطة التي غمرتها الفيضانات.

وأشار حاكم الولاية إلى أن ريو غراندي دو سول تشهد "أسوأ كارثة مناخية في تاريخها" مع إصابة نحو 300 بلدة بأضرار.

وثمة بلدات عدة باتت معزولة، إذ قطعت مياه الفيضانات أو الانهيارات الأرضية الطرق، وتعطلت الاتصالات في الولاية، فيما يُتوقّع استمرار الأمطار حتى الأحد على الأقل.

وأعطت السلطات توجيهات بإخلاء بعض نواحي مدينة بورتو أليغري، عاصمة الولاية البالغ عدد سكانها نحو 1,4 مليون نسمة والتي تتلاقى فيها مجار مائية عدة.

ومع الارتفاع السريع لمنسوب مياه نهر غوايبا، وصلت مياه الفيضانات إلى وسطها الأثري.

وارتفع منسوب مياه النهر إلى 5,09 متر ليتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في العام 1941 والذي بلغ 4,76 متر، وفق رئاسة البلدية.

أضرار بالغة

وأدى ارتفاع منسوب المياه في الولاية إلى قطع طرق وإلى أضرار بالغة في عاصمة الولاية حيث أمرت السلطات بإخلاء بعض الأحياء التي غمرتها المياه.

في أماكن عدّة تشكّلت طوابير انتظار طويلة للصعود إلى حافلات للنقل، بينما حاول سائقو السيارات شق طريقهم عبر الطرق التي غمرتها المياه.

وبالإشارة إلى نهر آخر يمرّ عبر المدينة هو نهر غرافاتاي، كتب سيباستياو ميلو رئيس بلدية بورتو أليغري على إكس "رغم جهود الاحتواء الكبيرة، بدأ السد على نهر غرافاتاي يفيض من جديد. على المجتمعات المحلية مغادرة المنطقة".

وطلب ميلو من السكان ترشيد استهلاك المياه، بعد إغلاق أربع من محطات معالجة مياه الصرف الصحي الست في المدينة، وعلّق مطار بورتو أليغري الدولي أنشطته.

وبورتو أليغري هي عاصمة واحدةٍ من أكثر الولايات ازدهارا في البلاد، وهي تتميز بأنشطتها الزراعية وبإنتاج حبوب الصويا والأرز والقمح والذرة.

وتتركز الأضرار في القطاع الأوسط للولاية المحاذية للأرجنتين والأورغواي حيث تغمر المياه مناطق سكنية كثيرة وحيث جرفت الفيضانات الجسور وسط خسائر مادية وبشرية فادحة.

القوات المسلحة تتدخل

ونشر الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا تسجيل فيديو يظهر أفرادا من القوات المسلحة ينقذون طفلا بمروحية، ويظهر الفيديو ضابطا يحدث فجوة في سطح منزل لإخراج الطفل، ملفوفا ببطانية.

في مركز إيواء في غرافاتاي شمالي بورتو أليغري، قال كلاوديو ألميرو إنه عندما غادر منزله، كان منسوب المياه "يصل إلى مستوى الورك"، مضيفا "فقدتُ كل شيء".

في كابيلا دي سانتانا شمالي بورتو أليغري، يقول راوول ميتزل إن جيرانه اضطروا إلى التخلي عن مواشيهم، مضيفًا "هم لا يعرفون إذا كانت المياه ستواصل الارتفاع أو ما الذي سيحدث للحيوانات. قد تغرق قريبًا".

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية