طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات "كارثية"
طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات "كارثية"
أظهرت لقطات التقطتها طائرة بدون طيار حجم الفيضانات الكارثية التي ضربت ولاية "ريو غراندي دو سول" البرازيلية.
وبحسب "سي إن إن"، فقد تأثر أكثر من 67 ألف شخص بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي أسفرت أيضًا عن مقتل 56 شخصا على الأقل، السبت، وفقًا لمسؤولين في الولاية الواقعة في أقصى جنوب البرازيل.
وكشفت السلطات البرازيلية، عن أنّ ما يقرب من 70 ألف شخص اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم، وأنّ أكثر من مليون مسكن بات بلا مياه، بسبب الفيضانات المدمّرة التي تضرب جنوب البرازيل منذ أيام.
وبلغت حصيلة ضحايا الفيضانات وانزلاقات التربة الناجمة من الأمطار الغزيرة في ريو غراندي دو سول بجنوب البرازيل 55 قتيلا مع 7 وفيات أخرى تخضع "للتحقيق"، فضلا عن 74 مفقودا و107 جرحى، بحسب الدفاع المدني، في حين تشهد عاصمة الولاية بورتو أليغري كارثة "غير مسبوقة"، وفق وكالة فرانس برس.
وثمة بلدات عدة باتت معزولة، إذ قطعت مياه الفيضانات أو الانهيارات الأرضية الطرق، وتعطلت الاتصالات في الولاية، فيما يُتوقّع استمرار الأمطار حتى الأحد على الأقل.
وأعطت السلطات توجيهات بإخلاء بعض نواحي مدينة بورتو أليغري، عاصمة الولاية البالغ عدد سكانها نحو 1,4 مليون نسمة والتي تتلاقى فيها مجارٍ مائية عدة.
ومع الارتفاع السريع لمنسوب مياه نهر غوايبا، وصلت مياه الفيضانات إلى وسطها الأثري.
وارتفع منسوب مياه النهر إلى 5,09 متر ليتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في العام 1941 والذي بلغ 4,76 متر، وفق رئاسة البلدية.
وأدى ارتفاع منسوب المياه في الولاية إلى قطع طرق وإلى أضرار بالغة في عاصمة الولاية حيث أمرت السلطات بإخلاء بعض الأحياء التي غمرتها المياه.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".