تحذيرات دولية من الهجوم على رفح الفلسطينية.. «كارثة إنسانية»

تحذيرات دولية من الهجوم على رفح الفلسطينية.. «كارثة إنسانية»

أطلقت العديد من الدول والمؤسسات الدولية تحذيرات شديدة من الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر لبذل المزيد من الجهود لإقرار الهدنة في قطاع غزة، لا سيما بعد موافقة حركة حماس على المقترح الأخير وإبلاغها مصر وقطر بذلك.

وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان «فولكر تورك»، أن الهجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة عمل غير إنساني ويتعارض مع القانون الدولي، محذرا من مغبة ارتفاع الوفيات والمعاناة والدمار في صفوف المدنيين إلى مستويات لا تطاق في أعقاب أوامر إسرائيلية للفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح قبل هجوم جديد متوقع.

وقال تورك -بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- إن «سكان غزة لا يزالون يتعرضون للقنابل والأمراض وحتى المجاعة، وطلب منهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح». 

ووصف المسؤول الأممي، هذا الأمر بـ «غير الإنساني» والذي يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، الذي يضع الحماية الفعالة للمدنيين في مقدمة أولوياته.

من جانبه، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أنّ "اجتياحاً" إسرائيلياً لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة -حيث تتوعّد إسرائيل بشنّ هجوم برّي واسع النطاق- سيكون أمراً "لا يُحتمل"، داعياً الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس "لبذل جهد إضافي" للتوصل إلى هدنة.

وقال غوتيريش في تصريح صحفي، إنّ "اجتياحاً برّياً لرفح سيكون أمراً لا يُحتمل بسبب عواقبه الإنسانية المدمّرة وبسبب تأثيره المزعزع للاستقرار في المنطقة".

لا شيء يبرر الهجوم

وأكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، أنه لا شيء يبرر "الهجوم المتهور" على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وحذر فرانسيس، في منشور له على منصة "إكس"، من شنّ أية عملية عسكرية إسرائيلية على مدينة رفح التي يقطنها أكثر من مليون نازح.

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن شن عملية برية شرق رفح سيتسبب في مزيد من الكوارث الإنسانية، مضيفا "أقولها صراحة، لا شيء يبرر الهجوم المتهور على رفح، والذي سيؤدي إلى المزيد من الكوارث الإنسانية".

من جانبه، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، إن أي هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيزيد من مأساة الناس التي لا تُطاق في غزة، وسيزيد من المجاعة في صفوف سكان القطاع.

وأضاف "لازاريني"، في تصريح صحفي، أن التهديد الذي يلوح في الأفق بحدوث نزوح إضافي قد يدفع المجتمع إلى مرحلة الانهيار، ما يعرض مئات الآلاف من الأشخاص لمزيد من الخطر.

حياة مئات الآلاف مهددة

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بـ"كارثة وشيكة جديدة"، داعية إلى عدم «إجلائهم بالقوة» في وقت دعت فيه إسرائيل المواطنين إلى مغادرة المدينة، التي تصر على اجتياحها.

وقالت المنظمة في بيان لها: "بسبب تركز عدد كبير من الأطفال في رفح، وبعضهم في حالة ضعف قصوى وبالكاد هم قادرون على الصمود، ونظرا إلى حجم أعمال العنف المتوقع مع ممرات إجلاء تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة والمنشآت والخدمات المحدودة في المناطق التي سينقلون إليها، توجه اليونيسف تحذيرا بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال".

وانضم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الثلاثاء، إلى الأمين العام للأمم المتحدة في التحذير من الهجوم على رفح، والخشية من سقوط مزيد من الضحايا المدنيين.

وقال بوريل، إن من المرجح أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى مقتل المزيد من المدنيين، مضيفا أن إسرائيل تشنه رغم التحذيرات الصريحة ضده من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وأوضح بوريل في تصريحات للصحفيين "الهجوم على رفح بدأ مجددا رغم كل طلبات المجتمع الدولي والولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والجميع يطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم الهجوم"، وفقا لوكالة "رويترز".

تبعات إقليمية خطيرة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الحرب الإسرائيلية على غزة أضافت عبئا ثقيلا على الاقتصاد الفلسطيني عبر استهدافها البنى التحتية.

وأضاف "أبو الغيط"، في تصريحات صحفية، أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت تبعات إقليمية بالغة السلبية والخطورة.

وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية “أدعو إلى زيادة حجم المساعدات العاجلة للفلسطينيين لتخفيف الظروف الإنسانية المأساوية”.

وأوضحت الولايات المتحدة الأمريكية، رفضها للهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح المكتظة بالسكان، خلال لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في زيارة الأول لإسرائيل هي السابعة من نوعها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.

وعلق ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، على اجتياح رفح: "نكرر موقف الولايات المتحدة الواضح بشأن رفح، بعد يومين من إعراب بلينكن مرة أخرى عن معارضته للهجوم بسبب مخاوف على المدنيين الذين نزحوا إلى المدينة".

فرنسا وألمانيا ترفضان الهجوم

من جانبها، طالبت وزارة الخارجية الفرنسية، بإيقاف المعارك في غزة تجنبًا لكارثة، إذ أوضح مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في بيان له، أن هجومًا إسرائيليًا واسع النطاق على رفح الفلسطينية سيؤدي إلى وضع إنساني كارثي ذي أبعاد جديدة وغير مبرر.

وأضاف البيان: بهدف تجنب كارثة، نكرر دعوتنا إلى وقف المعارك، مستقبل قطاع غزة وسكانه لا يمكن أن يكون إلا جزءًا من دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل، بحسب وكالة فرانس برس.

كما حذرت ألمانيا عبر مستشارها أولاف شولتس أثناء محادثات سابقة في الأردن، من أي عملية عسكرية في رفح، قائلا: اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح بقطاع غزة سيجعل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط صعبا جدا.

تحذير سعودي وأردني

من ناحيتها، حذرت المملكة العربية السعودية، من مخاطر استهداف قوات الجيش الإسرائيلي مدينة رفح ضمن حملتها الدمويّة الممنهجة لاقتحام مناطق قطاع غزة كافة، وتهجير سكانه نحو المجهول، وذلك في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسببت به آلة الحرب الإسرائيلية.

وأكدت الخارجية السعودية، في بيان لها، رفض المملكة القاطع لمواصلة قوات الجيش الإسرائيلي انتهاكاتها السافرة لجميع القرارات الدولية الداعية لوقف هذه المجازر، وانتهاكها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني دون رادع بما يفاقم من الأزمة الإنسانية، ويحدّ من جهود السلام الدولية.

وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، أن على المجتمع الدولي "التحرك فورا لمنع حدوث كارثة جديدة في غزة" جراء الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح.

وحذر العاهل الأردني من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح "يهدد بالتسبب بمجزرة جديدة"، ونبه إلى أن "تبعات أي اجتياح إسرائيلي لرفح قد تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع بالإقليم"، كما أكد أهمية دعم كل الجهود التي تستهدف وقفا فوريا لإطلاق النار في غزة، وفقا لوكالة الأنباء الأردنية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية