روسيا تحرز تقدماً جديداً في شرق أوكرانيا وإجلاء المئات من خاركيف
روسيا تحرز تقدماً جديداً في شرق أوكرانيا وإجلاء المئات من خاركيف
أعلنت روسيا السبت أن قواتها سيطرت على 6 قرى في شرق أوكرانيا حيث تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف.
وحققت القوات الروسية، التي تم طردها قبل عامين تقريبا من هذه المنطقة في شمال شرق أوكرانيا، مؤخرا تقدما محدودا ضد الجيش الأوكراني الذي يعاني من نقص في الأسلحة والمجندين.
وفي أحدث تقدم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت على تلغرام أن قواتها "حررت" قرى بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا في منطقة خاركيف قرب الحدود مع روسيا، وكذلك قرية كيراميك في منطقة دونيتسك.
من الجانب الأوكراني، قال الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف على منصات التواصل الاجتماعي "تمّ إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً"، مشيراً إلى أن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وشوهدت مجموعات من الأشخاص يصلون في شاحنات صغيرة وسيارات ويحملون حقائب عند نقطة وصول للإخلاء خارج مدينة خاركيف.
سجّل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، أسماءهم وحصلوا على مساعدات غذائية وطبية في خيام مؤقتة.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أنّ "معارك عنيفة" تجري على "طول خط الجبهة" في منطقة خاركيف التي تقع في معظمها تحت سيطرة قواته منذ سبتمبر 2022.
وقال، السبت، "يجب علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا".
من جهته، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول "إنشاء منطقة عازلة" في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية.
وكثّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصاً على البنية التحتية للطاقة.
وقالت السلطات المعيّنة من قبل موسكو في لوغانسك التي تحتلّها روسيا في شرق أوكرانيا السبت، إنّ 4 أشخاص قُتلوا في ضربة أوكرانية بصواريخ أمريكية الصنع على مستودع للنفط.
وأشار الحاكم ليونيد باسيشنيك إلى أنّ الضربة أدّت إلى "اندلاع النيران في مستودع النفط كما ألحقت أضراراً بالمنازل المحيطة".
في روسيا، أعلنت السلطات مقتل شخصَين بضربات أوكرانية في منطقتَي بيلغورود وكورسك.
وتحدث مسؤولون أوكرانيون كذلك عن مقتل 6 مدنيين في ضربات روسية على مناطق دونيتسك وخاركيف وخيرسون في الساعات الـ24 الأخيرة.
مكاسب تكتيكية
كان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص العديد.
وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار زيلينسكي إلى أنّ قواته كانت تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي.
وأضاف أنّه "تمّ نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة".
من جهته، قال معهد دراسة الحرب الجمعة إنّ روسيا حقّقت "مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية".
وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو "استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا"، مشيراً إلى أنّها لا تبدو "هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها".
وأعلنت واشنطن حزمة مساعدات عسكرية بـ400 مليون دولار لكييف بعد ساعات على بدء الهجوم، معربة عن ثقتها بأنّ أوكرانيا قادرة على صدّ أيّ حملة روسية جديدة.
وتحاول واشنطن تعويض عرقلة المساعدات الأمريكية لكييف على مدى أشهر في ظل الخلاف بشأنها داخل الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين، ما أدى إلى توقف تدفّق الأسلحة والذخائر من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، وهو وضع استغلته روسيا للتقدم ميدانيا.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
فرار الملايين
ومنذ بدء الغزو الروسي، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
قبل النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 مليون هم نازحون أو لاجئون.