روسيا وأوكرانيا تنجزان عملية تبادل أسرى جديدة رغم تعثّر محادثات السلام
روسيا وأوكرانيا تنجزان عملية تبادل أسرى جديدة رغم تعثّر محادثات السلام
أعلنت روسيا وأوكرانيا، الخميس، تنفيذ عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب، في واحدة من النوافذ الإنسانية النادرة المفتوحة بين البلدين منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.
وجاء التبادل عقب اتفاق أُبرم خلال محادثات مباشرة جرت في إسطنبول مطلع يونيو الجاري، تعهّد خلالها الطرفان بإعادة ألف أسير على الأقل إلى ديارهم، رغم عدم تحقيق تقدم سياسي ملموس نحو وقف إطلاق النار وتحقيق السلام، وفق فرانس برس.
تفاصيل محدودة وصور مؤثرة
ولم يُعلن عن عدد الأسرى الذين تم تبادلهم بين روسيا وأوكرانيا، استمرارًا للنهج السابق في عدم الكشف عن التفاصيل الكاملة، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "نواصل تبادل الأسرى، واجتزنا مرحلة جديدة اليوم"، مضيفًا أن الجنود العائدين ينتمون إلى القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود، وغالبيتهم أُسروا منذ عام 2022.
ونشر زيلينسكي صورًا لعسكريين محرَّرين يحتضنون بعضهم البعض، وقد لفّوا أنفسهم بالأعلام الأوكرانية، وملامح التأثّر والدموع واضحة في وجوههم.
"ثلاث سنوات من الأسر"
وأكّد مركز التنسيق الأوكراني المعني بمعاملة أسرى الحرب أن "السواد الأعظم من المدافعين الذين حُرّروا اليوم كان في الأسر لأكثر من ثلاث سنوات"، موضحًا أن كثيرين أُسروا خلال الدفاع عن مدينة ماريوبول، التي شهدت واحدة من أشرس معارك الحرب خلال الأشهر الأولى من الغزو الروسي.
روسيا تنقل جنودها المحرّرين للعلاج في بيلاروس
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عودة مجموعة من جنودها من مناطق سيطرة كييف، ونقلهم إلى بيلاروس لتلقي "الرعاية النفسية والعلاج الطبي".
وقالت الوزارة في بيان: "عادت مجموعة جديدة من العسكريين الروس من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف"، ونشرت مقطعًا مصورًا يظهر الجنود المحررين وهم يرددون "روسيا، روسيا!" ويلتفّون بعلم بلادهم.
لقاءات إنسانية وعائلات تنتظر الأمل
وفي منطقة تشيرنيغيف شمال أوكرانيا، تجمّع العشرات من عائلات الأسرى المحرّرين في موقع سري للقاء أحبّائهم، وحملت بعض الأمهات والزوجات صورًا لجنود مفقودين على أمل العثور على إجابات، في ظلّ ظروف عزل مشددة يعانيها الأسرى الأوكرانيون داخل السجون الروسية.
وقالت سفيتلانا نوسال، وهي زوجة أحد المحررين: "علمت للتو أن زوجي فيكتور قد عاد.. إنها فرحة لا يمكن وصفها بالكلمات".
أما ماكسيم (29 عامًا)، أحد الجنود الذين تحرروا في ديسمبر 2024، فحضر لملاقاة رفاقه القدامى قائلاً: "أردت أن أخبرهم أننا ننتظرهم جميعًا، ولن ننساهم أبدًا".
ولم يُخفِ أن ظروف أسره كانت "صعبة جدًا"، كما تحدّث أسرى سابقون آخرون عن تعرّضهم للتعذيب في السجون الروسية.
منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، تمكّن الطرفان من تنفيذ عشرات عمليات تبادل الأسرى رغم تصاعد القتال وتعثر المساعي الدبلوماسية.
تُعدّ ملفات تبادل الأسرى وإعادة جثث القتلى من المساحات القليلة التي لا تزال تجمع موسكو وكييف، وتُجرى غالبًا بوساطات دولية متعددة، كان آخرها في إسطنبول.
ولا يزال آلاف الجنود من الجانبين محتجزين في ظروف إنسانية متباينة، وسط مطالبات حقوقية متزايدة بالكشف عن مصير المفقودين وتحسين ظروف الاحتجاز.