دراسة: "إفريقيا" تمتلك من المياه الجوفية ما يكفيها للتنمية والازدهار
دراسة: "إفريقيا" تمتلك من المياه الجوفية ما يكفيها للتنمية والازدهار
تمتلك معظم البلدان في إفريقيا ما يكفي من المياه الجوفية ليس فقط لبقاء الناس على قيد الحياة، بل لمساعدتها في التنمية والازدهار، وفقا لدراسة حديثة قامت بها هيئة المسح الجيولوجي البريطانية (BGS) ومنظمة "ووتر آيد".
وخلص خبراء من المنظمتين إلى أن هذا يشمل دولًا مثل إثيوبيا ومدغشقر، التي يحصل نصف السكان فيها "فقط" على المياه النظيفة بالقرب من المنزل، ومناطق واسعة من مالي والنيجر ونيجيريا.
وحاليًا، يفتقر ملايين الأشخاص حول العالم إلى مياه الشرب المأمونة، ومع استمرار تغير المناخ في إحداث الفوضى، ستشهد المجتمعات منازلها وسبل عيشها تختفي، وتصبح مياه الشرب ملوثة أو مستنفدة، وتذبل المحاصيل وتفشل، وتضعف صحتها بسبب الأمراض المعدية وكيف يُجبر أطفالهم على ترك المدرسة.
وتحتاج المجتمعات إلى خدمات مياه وصرف صحي آمنة ومستدامة لمكافحة الآثار المدمرة للأحداث المناخية المتطرفة، مثل موجات الحرارة والجفاف والفيضانات، وعلى الرغم من ذلك، لا يملك واحد من كل أربعة أشخاص حول العالم مياهاً آمنة في منازلهم.
وتوجد المياه الجوفية في كل مكان تقريبًا تحت الأرض، في الفراغات في الأرض وفي الرمال والصخور، ولديها القدرة على إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح وأن تكون بوليصة التأمين العالمية ضد تغير المناخ.
ويمكن أن تساعد المجتمعات على التكيف مع الصدمات المناخية البطيئة الظهور، مثل الجفاف والأمطار غير المنتظمة، وزيادة القدرة على الصمود بعد الفيضانات، مما يضمن توافر المياه النظيفة لجميع السكان.
وأشارت الدراسة، إلى أنه بالرغم من ذلك المياه الجوفية لن تكون قادرة على تقليل آثار تغير المناخ إلا إذا تمت إدارتها بضمير حي وإذا استثمرنا في آليات تضمن الإمداد للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وفي بعض المناطق، لا يتم الاستثمار الكافي في الخدمات اللازمة للعثور على المياه الجوفية والحصول عليها ومعالجتها وإدارتها وتوزيعها، مما يتركها دون مساس إلى حد كبير، وفي حالات أخرى، نشهد تفشي الإفراط في الاستخراج، مع الاستخدام المفرط للمياه الجوفية، لا سيما من قبل القطاع الزراعي.
وشددت الدراسة، على أنه في كلتا الحالتين، تصل كمية محدودة فقط من هذا المورد المنقذ للحياة، لمن هم في أمس الحاجة إليه.
وقيمت BGS وWaterAid البيانات حول كمية المياه الجوفية، ومدى سرعة تجديدها بفعل هطول الأمطار، ومقدار الصخور التي يمكن تخزينها، وخلصت إلى أنه، على المستوى الوطني، تمتلك معظم البلدان في إفريقيا ما يكفي من المياه الجوفية للناس ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، بل للازدهار.
على الرغم من وجود بعض الأماكن على المستوى دون الوطني حيث يصعب الوصول إلى المياه الجوفية أو تلوثها، فقد قدر بحثنا أن إجمالي المياه الجوفية في القارة يمكن أن يوفر مياه شرب كافية للسكان لمدة خمس سنوات على الأقل في حالات الجفاف، وفي بعض الحالات حتى عقود.
ويعتمد هذا الحساب على 130 لترًا من الاستهلاك المنزلي يوميًا للفرد، وهو ما سيكون أكثر من كافٍ للشرب والطبخ والغسيل.
وذكرت الدراسة أيضًا، أنه نظرًا لأن المياه الجوفية تقع تحت السطح، فهي أكثر مقاومة للأحداث المناخية القاسية من مصادر المياه الأخرى مثل البحيرات والأنهار والجداول والخزانات، وهي محمية من التبخر وأقل عرضة للتلوث.
ويعني هذا أنه حتى عندما يصبح الطقس أكثر تطرفًا ولا يمكن التنبؤ به، هناك ما يكفي من المياه الجوفية المخزنة في طبقات المياه الجوفية لحماية ملايين الأشخاص الذين يعيشون في الخطوط الأمامية لتغير المناخ لسنوات عديدة قادمة.
و"وتر آيد"، هي منظمة دولية غير ربحية، تتخذ من لندن مقرا لها، تأسست عام 1981 كاستجابة لعقد الأمم المتحدة الدولي لمياه الشرب والصرف الصحي.