قلق أممي من تصاعد العنف في الفاشر بالسودان

قلق أممي من تصاعد العنف في الفاشر بالسودان

أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن الفزع من تصاعد العنف في مدينة الفاشر غربي السودان، وتأثيره المدمر على المدنيين وسط مجاعة تلوح في الأفق.

وقال تورك في تصريحات صحفية: «نشعر بالفزع من تصاعد العنف في الفاشر، وتأثيره المدمر على المدنيين»، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، أن تورك أجرى مكالمات هاتفية منفصلة، يوم الثلاثاء، مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع.

وأضافت أن تورك حثهما على التصرف فورا وعلنا لتهدئة الوضع.

وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان القائدين، من أن القتال في الفاشر، حيث يوجد حاليا أكثر من 1.8 مليون شخص من السكان والنازحين داخليا المحاصرين والمعرضين لخطر المجاعة الوشيك، سيكون له تأثير كارثي على المدنيين، وسيؤدي إلى تعميق الصراع الطائفي مع عواقب إنسانية كارثية.

وذكّر تورك، القائدين بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي الإنساني بضمان الامتثال الصارم لمبادئ التمييز والتناسب والحيطة، وفق شامداساني.

وشدد المسؤول الأممي، على ضرورة وضع حد لأي انتهاكات مستمرة، فضلا عن ضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان الذي ترتكبه قواتهما وحلفاؤهما.

هجمات واسعة

ومنذ أوائل أبريل الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي شنت هجمات واسعة على قرى غرب المدينة.

والفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وعاصمة إقليم دارفور المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين مراكز ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع في نزاعها المسلح ضد الجيش السوداني.

وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب البلاد كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.

وحذر برنامج الأغذية العالمي مرارا وتكرارا من أن السودان قد يصبح "أسوأ أزمة جوع في العالم" مع دخول الصراع عامه الثاني. وشدد على أن نافذة منع حدوث المجاعة تغلق بسرعة دون اتخاذ إجراءات فورية.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية