مكتب حقوق الإنسان يحذّر من تزايد الهجمات في غزة ونقص دخول المساعدات

مكتب حقوق الإنسان يحذّر من تزايد الهجمات في غزة ونقص دخول المساعدات

قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية إنه بينما تكثفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة، تزايدت هجماتها شمال القطاع، مما أدى إلى مزيد من التهجير والقتل والتشويه للمدنيين الفلسطينيين الذين كانوا أصلا في حالة ضعف شديد نتيجة 7 أشهر من الصراع وعدم القدرة على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية.

وأشار المكتب في بيان إلى أوامر الإخلاء لسكان منطقتي جباليا وبيت لاهيا شمال غزة على مدار الشهر الجاري، مضيفا أنه بحلول 20 مايو، أفادت التقارير بأن ما يقرب من 100 ألف شخص قد نزحوا من تلك المناطق، وأُجبر العديد منهم على الانتقال إلى مواقع لا يوجد فيها سوى القليل من المأوى، أو لا يوجد بها أي مأوى، وإمكانية محدودة للحصول على الخدمات الأساسية. 

وأوضح أنه على الرغم من إصدار أوامر الإخلاء للسكان المدنيين، استمرت الغارات الجوية وعمليات القصف التي قام بها الجيش الإسرائيلي في المنطقة، مما عرض المدنيين لمخاطر جسيمة.

استهداف المستشفيات

وأوضح مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية أن عمليات القوات الإسرائيلية لم تستثن المستشفيات القليلة المتبقية في شمال غزة والتي تمكنت من مواصلة القيام ببعض وظائفها المحدودة، على الرغم من تعرضها لهجمات وغارات مكثفة في نوفمبر وديسمبر 2023، وبعد أسابيع قليلة فقط من تدمير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة بالكامل.

ونوه المكتب إلى إدراج 3 مستشفيات رئيسية في شمال غزة، وهي العودة والإندونيسي وكمال عدوان، في أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي يومي 11 و15 مايو، وتعرض مستشفى كمال عدوان والمناطق المجاورة له لغارات جوية وقصف مكثف، ومداهمة القوات الإسرائيلية مستشفى العودة في 22 مايو بعد حصار دام 4 أيام تعرض خلاله للقصف وإطلاق النار.

وأفاد المكتب الأممي بأنه منذ 22 مايو، تعذر الوصول إلى المستشفيات الثلاثة، ويكافح العاملون الباقون في تلك المستشفيات للحفاظ على استمرار عملها.

وشدد المكتب على أن المستشفيات وسيارات الإسعاف تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، ويجب ألا تُستخدم لأغراض عسكرية، ويجب ألا تكون أهدافا للهجوم. 

وقال إنه يجب على الجيش الإِسرائيلي وقف جميع الهجمات على المستشفيات أو على مقربة منها، وضمان احترام وضعها المحمي، وضمان أن تتمكن المستشفيات من تلقي المعدات الطبية والأدوية الأساسية، ووصول المدنيين إليها دون عوائق.

مقتل صحفيين

وتطرق المكتب أيضا إلى ما ورد في تقارير بأن العمليات العسكرية المستمرة في شمال غزة أدت إلى مقتل 3 صحفيين في جباليا في فترة تقل عن 10 أيام. 

وأضاف أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لم يصدر بيانا بشأن أي من عمليات القتل هذه، فإنه في 18 مايو، وصف الجيش الإسرائيلي الصحفيين الفلسطينيين في غزة بأنهم "أبواق حماس"، مما أثار مخاوف من احتمال استهدافهم بشكل مباشر. 

وقال المكتب إن ما لا يقل عن 135 صحفيا قتلوا في غزة، وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، مشددا على أن الصحفيين إلى جانب بقية السكان المدنيين، يتمتعون بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني، وقد يشكل استهدافهم المتعمد جريمة حرب.

لا مكان آمناً في غزة

وأشار مكتب مفوضية حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى أنه بينما يتواصل الدمار والقتل المكثف في شمال غزة، تستمر العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في التأثير على أجزاء أخرى من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة ووسط القطاع وجنوبه. 

وأضاف أنه مع تكثيف التوغل البري للجيش الإسرائيلي في رفح، نزح أكثر من 800,000 شخص، العديد منهم عدة مرات، إلى أماكن لا يوجد فيها سوى القليل من المأوى أو البنية التحتية وإمكانية محدودة أو معدومة للحصول على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

وجدد التأكيد على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، داعيا الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، لا سيما الأكثر ضعفا، وتسهيل حصولهم على المساعدة الإنسانية الأساسية بما يتناسب مع احتياجاتهم.

وجدد نداء مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لجميع أطراف النزاع للتنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار.

دخول محدود للمساعدات

وفي تطور آخر، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن منظمات الإغاثة تمكنت من إيصال حوالي 15,000 لتر من الوقود إلى مستشفى الأقصى في مدينة دير البلح وسط غزة. وحذرت منظمة اليونيسف من أنه بدون استمرار توريد الوقود إلى المستشفى، ستتوقف مولدات الأكسجين، مما يعرض حياة 20 مولودا جديدا للخطر.

ومستشفى العودة هو المستشفى الوحيد في شمال غزة الذي مازال يعمل جزئيا، لكن لا يمكن الوصول إليه في الوقت الراهن من قبل العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة.

وذكر مكتب لتنسيق الشؤون الإنسانية أن دخول المساعدات والإمدادات إلى غزة منذ بدء العملية في رفح، ظل محدودا. وأضاف أنه في الفترة ما بين 7 و23 مايو، دخل إلى غزة ما يزيد قليلا على 908 شاحنات، بما في ذلك حوالي 800 شاحنة تحمل إمدادات غذائية، عبر جميع نقاط الدخول العاملة.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 35 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 78 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية