سليم الحق.. رائد المناخ الذي بسط الحقائق العلمية وطالب بتمويل الأبحاث

قبل انطلاق مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات العربية المتحدة بشهر واحد فقط رحل عن عالمنا سليم الحق عن 71 عاماً وذلك في 28 أكتوبر الماضي،، بعد سنوات من الجهود الضخمة التي قدمها في دعم الدول والمجتمعات محدودة الدخل الأكثر تضرراً من تداعيات تغير المناخ من خلال المشاركة في 27 مؤتمراً للأطراف.

وساهم سليم الحق في تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2007.. فقد كان أحد أهم رواد العمل المناخي المهتمين بخدمة البشر وتلبية احتياجاتهم كما ذكر فرحان يامن، وهو محامٍ وخبير قانوني في المجال المناخي شارك الراحل في إعداد كثير من التقارير العلمية. 

ونتيجة لإسهامات الجليلة التي قدمها في العمل المناخي العالمي، فقد حظي بتكريم خاص من رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمنحه "وسام زايد الثاني" من الطبقة الأولى، وتوجهت أسرته للإمارات من أجل تلقي الوسام، حيث استقبلتهم الدولة الخليجية استقبالاً خاصاً يليق بما قدمه الراحل من إسهامات كبيرة للغاية كان لها أثر كبير على حياة الملايين من الأشخاص الآن وفي المستقبل كذلك.

ويحظى سليم الحق بسيرة ذاتية فريدة بدأها من رحلة تعليمية ذات طبيعة خاصة جداً، حيث تلقى حق تعليمه المبكر في ألمانيا وإندونيسيا، وبعد ذلك حصل على بكالوريوس في علم النبات من الكلية الإمبراطورية بجامعة لندن في المملكة المتحدة عام 1975.

سليم الحق صاحب الجنسية البنجلاديشية والبريطانية شغل منصب مدير المركز الدولي لتغير المناخ، وقبل ذلك كان مديرًا لمركز بنجلاديش للدراسات المتقدمة الذي أسسه عام 1984، وشارك في عمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، حيث عمل كمؤلف رئيسي ومؤلف رئيسي منسق في مجموعة العمل الثانية، التي تركز على التأثيرات والقابلية للتأثر والتكيف.

ونشر سليم الحق تقارير ومقالات حول تغير المناخ، وخاصة التكيف مع تغير المناخ، وكان المؤلف الرئيسي للفصل المتعلق بالتكيف والتنمية المستدامة في تقرير التقييم الثالث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وكان زميلًا في مجموعة تغير المناخ في المعهد الدولي للبيئة والتنمية.

وكان صاحب تجارب تدريسية في كلية لندن الإمبراطورية، وجامعة دكا، وجامعة الأمم المتحدة.

وحضر حق جميع جلسات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) حتى وفاته.

وشارك بنشاط كمستشار بشأن التكيف والخسائر والأضرار وتمويل المناخ لمجموعة أقل البلدان نمواً في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقدم التدريب لمفاوضي أقل البلدان نمواً، كما شارك كعضو في مجلس إدارة منتدى التأثر بالمناخ.

وحصل الحق على جائزة البيئة الوطنية لعام 2020 من حكومة بنجلاديش لمساهمته في تنمية البيئة، واختير ضمن أهم 10 علماء في تصنيف مجلة "نيتشر" لعام 2022، كما حصل في العام نفسه على وسام الإمبراطورية البريطانية لإسهاماته في مجال مواجهة تغير المناخ.

وحاول دائماً مساندة علماء المناخ، حيث أكد في أكثر من مناسبة أن مشكلة أكبر تواجه علماء المناخ في العالم النامي هي عدم وجود التمويل اللازم للأبحاث.

بعد وفاته تحدث عنه العديد من زملائه، حيث قالت راشيل كايت، مبعوثة الأمم المتحدة السابقة للمناخ، وعميدة مدرسة فليتشر في جامعة تافتس الأمريكية، إنه تميز بأسلوبه الرائع في تبسيط الحقائق العلمية وسردها بطريقة يفهمها الجميع.