وكالات أممية: أطفال غزة يتضورون جوعاً مع استمرار العقبات أمام المساعدات الإنسانية
وكالات أممية: أطفال غزة يتضورون جوعاً مع استمرار العقبات أمام المساعدات الإنسانية
قال عاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة، إن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الناس في غزة قليلة للغاية لدرجة أن الأطفال يتضورون جوعا، وجددوا النداء لإسرائيل لاحترام القانون الدولي في ما يتعلق بالمرور الآمن لمساعدات الإغاثة المنقذة للحياة في القطاع الذي مزقته الحرب.
ويأتي تحذير منظمة الصحة العالمية في أعقاب استنتاج توصل إلى أن أكثر من 4 من بين كل 5 أطفال "لم يأكلوا لمدة يوم كامل مرة واحدة على الأقل خلال الأيام الثلاثة" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وخلال حديثها للصحفيين في جنيف الجمعة قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس: "هؤلاء هم الأطفال دون سن الخامسة الذين لا يحصلون على الطعام طوال اليوم. لذا فالسؤال: هل تصل الإمدادات؟ الإجابة لا، فالأطفال يتضورون جوعا".
وتشير بيانات إضافية مثيرة للقلق من المسح السريع لانعدام الأمن الغذائي إلى أن جميع الشباب الذين شملهم الاستطلاع تقريبا في غزة يتناولون الآن مجموعتين مختلفتين من الطعام يوميا، في حين أن توصية منظمة الصحة العالمية هي 5 مجموعات على الأقل.
منذ منتصف يناير، تم فحص أكثر من 93,400 طفل دون سن الخامسة للتأكد من سوء التغذية في غزة؛ وتبين أن 7,280 طفلا منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم 5,604 يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل و1,676 يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وفقا لتحديث صدر هذا الأسبوع عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
أهوال يمكن تجنبها
وسلط مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الضوء على خطر سوء التغذية القاتل والمجاعة بين الأفراد الأكثر ضعفا في غزة. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركيه: "إنهم بالتأكيد لا يحصلون على القدر الذي يحتاجون إليه بشدة لمنع المجاعة، ومنع كافة أنواع الفظائع التي نراها. المساعدات التي تدخل في الوقت الحالي قليلة للغاية".
وفي رد على أسئلة حول العقبات التي تحول دون وصول المساعدات، أكد لاركيه مجددا أن التزامات السلطات الإسرائيلية بموجب القانون الإنساني الدولي لتسهيل إيصال المساعدات "لا تتوقف عند الحدود. ولا تتوقف عندما يتم إنزال المساعدات على بعد بضعة أمتار فقط عبر الحدود ثم يترك الأمر للعاملين في المجال الإنساني للقيادة عبر مناطق القتال النشطة، وهو ما لا يمكنهم القيام به. لذا، فالإجابة عن سؤالك هي لا، فالمساعدات التي تصل، لا تصل إلى الناس".
وفي ظل استمرار ورود التقارير عن القصف الإسرائيلي المميت عبر أنحاء غزة يوم الجمعة، جدد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التأكيد أن المعابر البرية لقوافل المساعدات تظل "الطريقة الوحيدة لإدخال المساعدات على نطاق واسع وبسرعة... نحن بحاجة إلى المزيد من هذه المعابر البرية. نحن بحاجة إلى فتحها ونحتاج إليها آمنة لاستخدامها في استلام المساعدات عند وصولها".
انتكاسة في الرصيف العائم
وردا على سؤال حول الرصيف العائم الذي بناه الجيش الأمريكي والراسي قبالة ساحل غزة، والذي أفادت تقارير بأنه انهار جزئيا، أشار لاركيه إلى أن "أي وجميع الطرق للحصول على المساعدات مرحب بها، لذلك عندما لا ينجح هذا الأمر فهذا بالطبع خبر سيئ… لم يكن من الواقعي أبدا أن يكون الرصيف مصدرا رئيسيا لدخول المساعدات. كان من الممكن أن يكون ذلك بمثابة إضافة، ونحن نواصل التأكيد على ذلك".
وكجزء من جهودها المستمرة لمنع الجوع الذي يهدد الحياة في غزة، أفادت منظمة الصحة العالمية بأنها تواصل، جنبا إلى جنب مع الشركاء والسلطة الصحية المحلية، تقديم خدمات إسعافية للأطفال الذين يعانون من أكثر أشكال سوء التغذية تهديدا للحياة. وأضافت المنظمة أن 68 طفلا تلقوا العلاج حتى الآن، ولكن بسبب التصعيد الأخير للأعمال القتالية، أصبح مركز التغذية في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة خارج الخدمة.
منذ الأول من مايو الماضي، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه تمكن مع شركائه من الوصول إلى حوالي 60 ألف طفل دون سن الخامسة و22,820 امرأة حاملا ومرضعة وتزويدهم بما يكفي من المكملات الغذائية لمدة 15 يوما للمساعدة في تجنب سوء التغذية.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 36 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 81 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.