السلطات الأسترالية تحذر المواطنين بجنوبي البلاد من الفيضانات
السلطات الأسترالية تحذر المواطنين بجنوبي البلاد من الفيضانات
حذّرت السلطات الأسترالية، سكان ولاية "نيو ساوث ويلز" بجنوب البلاد، من وقوع فيضانات جراء الأمطار الموسمية الغزيرة التي تعرضت لها الولاية طوال الأسبوع الماضي.
وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) أن السلطات أطلقت أكثر من 30 تحذيرا في مختلف مناطق الولاية، منها 12 تحذيرا طارئا، مشيرة إلى أن الأمطار تسببت في غمر عدة مناطق بأنحاء الولاية.
تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات مفاجئة في سيدني، أكبر مدن أستراليا، السبت ما أدى إلى عمليات إنقاذ وأوامر إخلاء لعدد من الضواحي في مناطق منخفضة.
ووادي هاوكيسبيري-نيبيان في سيدني من السهول الفيضية المعرضة للفيضانات الخطيرة، نظراً لأن هناك خمسة روافد تغذيه مع وجود نقاط اختناق تحد من تدفق المياه إلى البحر فتتراكم المياه عند هطول الأمطار الغزيرة.
وتأتي حالة الطوارئ الأحدث بعد إنقاذ أكثر من 150 شخصاً من مياه الفيضانات في شرق أستراليا في إبريل.
والفيضانات هي ثاني أكثر الكوارث الطبيعية إزهاقاً للأرواح بعد موجات الحر في أستراليا، إذ تسببت في نحو 20 في المئة من وفيات الكوارث الطبيعية بين عامي 1900 و2022 وفقاً لجهاز خدمة المناخ الأسترالية التابع للحكومة الاتحادية.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".