إجلاء آلاف الأهالي إثر حرائق غابات في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية
إجلاء آلاف الأهالي إثر حرائق غابات في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية
أجبر حريقا غابات مستعران في نيو مكسيكو أكثر من 7000 شخص على الفرار من منطقة جبلية في الولاية الواقعة بجنوب غرب الولايات المتحدة، حيث تضرر أو دُمر 500 مبنى.
واندلع الحريقان في منطقة ريفية على مسافة 90 دقيقة بالسيارة عن الحدود مع المكسيك. وطوق الحريقان بلدة رويدوسو حيث سارعت السلطات إلى إجلاء الأهالي.
وقالت الحاكمة ميشيل لوجان غريشام، إنني "أحض بقوة أهالي رويدوسو والمناطق المحيطة على الحفاظ على الهدوء والتقيّد بالتعليمات الرسمية للمساعدة في تقليل المخاطر".
ولم يتم احتواء الحريقين اللذين أتيا على قرابة 80 كيلومترا مربعا وألحقا أضرارا بأكثر من 500 مبنى، بحسب أجهزة الإطفاء في نيو مكسيكو.
والحريق الأكبر الذي أُطلق عليه "ساوث فورك" انتشر بسرعة وبـ"شدّة" وترافق مع "حرارة شديدة" بحسب أحدث البيانات. وتخشى السلطات أن تعقّد الرياح القوية جهود الإطفاء.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".