جوليان أسانج.. معاناة 14 عاماً من أجل الحقيقة والحرية

جوليان أسانج.. معاناة 14 عاماً من أجل الحقيقة والحرية

بعد ملحمة قانونية وصلت إلى 14 عامًا، أصبح جوليان أسانج مؤسس موقع التسريبات الشهير ويكيليكس “رجلًا حرًا”.

أمام محكمة أمريكية في جزيرة سايبان إحدى جزر ماريانا الشمالية، وهي منطقة تابعة للولايات المتحدة بالقرب من أستراليا، أقر أسانج بالذنب بتهمة التآمر للحصول على معلومات تتعلق بالدفاع الوطني ونشرها وكل هذا ضمن اتفاق قضائي يحول بينه وبين سنوات طويلة داخل السجن.

تمحور الاتفاق الذي حال دون سجن أسانج بشكل أساسي حول إقرار الخبير المعلوماتي بحصول على مئات الآلاف من الوثائق السرية الأمريكية التي نشرها، وفي جلسة المحكمة أدلى أسانج بحديث الاعتراف ليؤكد أنه شجع مصدره؛ العسكرية الأمريكية "تشيلسي مانينغ" والمعروفة بمُسربة الأسرار العسكرية الأمريكية، لتزويده بمعلومات مصنفه على درجة عالية جدًا من السرية.

وصل أسانج الذي أطلق سراحه قبل المحاكمة من سجن بريطاني أمضى فيه السنوات الخمس الأخيرة قبل أن يسافر على متن طائرة إلى الجزيرة الأمريكية، إلى قاعة المحكمة في غاية الأناقة وبعد قرار المحكمة سارع إلى احتضان فريق المحامين الخاص به وبعدها غادر قاعة المحكمة دون الإدلاء بأي تصريح.

"هذا اليوم تاريخي يضع حدا لمعارك قضائية استمرت 14 عاما".. بتلك الكلمات عبرت المحامية الأسترالية البارزة جنيفير روبنسون عن شعورها بعد نجاة أسانج من سنوات طويلة في السجن كانت بانتظاره لولا الاتفاق القضائي الذي تم بينما غادر هو إلى عاصمة وطنه كانبيرا حيث رحب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بالإفراج عنه.

وبين كل الكلمات التي قيلت في وصف ما حدث مع أسانج ربما تكون كلمات باري بولاك عضو فريق الدفاع عنه هي الأكثر تعبيرًا عن كل تلك السنوات من المعاناة التي قضاها مؤسس ويكيليكس "عانى (أسانج) كثيرا في نضاله من أجل حرية التعبير وحرية الصحافة.. عمل ويكيليكس سيتواصل وسيواصل أسانج من دون أدنى شك وبقوة نضاله من أجل حرية التعبير والشفافية".

أسس أسانج موقع ويكيليكس الذي كشف عن أسرار حكومية حول العالم عبر تسريب معلومات لعل أبرزها ملفّات عسكرية أمريكية مرتبطة بحربي العراق وأفغانستان، وفق وكالة فرانس برس.

في عام 2006 أسس أسانج موقع ويكيليكس، الذي كشف عن أسرار حكومية حول العالم عبر تسريب معلومات لعل أبرزها ملفّات عسكرية أمريكية مرتبطة بحربي العراق وأفغانستان ولم يصل أسانج إلى الشهرة العالمية إلا في عام 2010 بعد نشر سلسلة من التسريبات من قبل تشيلسي مانينغ، الجندي السابق في الجيش الأمريكي، وكان من بين الملفات مقطع فيديو لهجوم بطائرة هليكوبتر أباتشي عام 2007 شنته القوات الأمريكية في بغداد وأسفر عن مقتل 11 شخصًا.

أثارت الملفات التي كشفت عنها ويكيليكس ردود فعل من جميع أنحاء العالم، وأدى إلى تدقيق مكثف في التدخل الأمريكي في الصراعات الخارجية.

وأطلقت الحكومة الأمريكية تحقيقا جنائيا، وفي نهاية المطاف أدينت مانينغ -مصدر أسانج- وحُكم عليها بالسجن بتهمة تسريب معلومات سرية جدًا، ولكن تم تخفيف عقوبتها لاحقا، وفي نوفمبر 2010، نشر موقع ويكيليكس مجموعة من أكثر من 250 ألف برقية دبلوماسية أمريكية.

صدرت ضده مؤسس ويكيليكس مذكرة اعتقال في عام 2010 بتهمة الاعتداء الجنسي في السويد، وبعد أن قضت محكمة بريطانية بإمكانية تسليمه إلى السويد، دخل أسانج سفارة الإكوادور حيث حصل على اللجوء السياسي، وظل هناك لمدة سبع سنوات تقريبًا، وخلال هذه الفترة أصبحت علاقاته مع الحكومة الإكوادورية عدائية بشكل كبير.

وفي عام 2017، أسقطت السلطات السويدية التهم الموجهة إلى أسانج، لكن مذكرة الاعتقال الصادرة ضده في المملكة المتحدة، وفي عام 2019، سحبت الإكوادور حق اللجوء منه وسمحت لشرطة المملكة المتحدة بدخول السفارة لاعتقاله، حيث كانت الولايات المتحدة تلاحقه بـ18 تهمة تتعلق بتسريب المعلومات التي لها تأثير على الأمن القومي.

جوليان أسانج من مواليد 3 يوليو 1971 في كوينزلاند إحدى مدن أستراليا وتنقلت عائلته لأكثر من مره أثناء طفولته وتلقى تعليمه بين التعليم المنزلي ودورات المراسلة وفي سن سغير أظهر كفاءة خارقة في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر، حيث اخترق عددًا من الأنظمة الآمنة، وبعضها كان قدم تطويره في وكالة ناسا والبنتاغون.

في عام 1991، وجهت إليه السلطات الأسترالية 31 تهمة تتعلق بجرائم الإنترنت، أقر بالذنب في معظمها، ومع ذلك، عند النطق بالحكم، لم يتلق سوى غرامة صغيرة كعقاب، وحكم القاضي بأن أفعاله كانت نتيجة لفضول الشباب.
وعلى مدى السنوات التالية، سافر أسانج، ودرس الفيزياء في جامعة ملبورن وعمل كمستشار لأمن الكمبيوتر.
على المستوى الأسري في 2015 بدأت علاقته بستيلا أسانج وهي محامية سويدية إسبانية وأنجبا طفلين، ماكس وغابرييل وتزوجا داخل سجن بيلمارش بلندن، حيث كان أسانج محتجزًا في ذلك الوقت، في عام 2022.



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية