الصينيون يدخلون نفق التقشف والحذر الاقتصادي

الصينيون يدخلون نفق التقشف والحذر الاقتصادي

بسبب التباطؤ الاقتصادي الذي يرغمهم على اتخاذ تدابير حذرة بشأن الإنفاق، وزيادة المدخرات تحسبا للتقلبات الاقتصادية المتوقعة في الفترة المقبلة، وجد الصينيون أنفسهم في نفق التقشف.

ويؤكد الصينيون ثقتهم في المستقبل على المدى البعيد، غير أن هذا لا يمنعهم من التقشف، والقيام بأشياء مثل الطهي في المنزل بدلا من الذهاب إلى المطاعم، واختيار رحلات سفر اقتصادية بأقل كُلفة، وفق وكالة فرانس برس.

وسجلت الصين تباطؤا اقتصاديا خلال الفصل الثاني من السنة، وأظهرت بيانات رسمية اليوم الاثنين، نموا بنسبة 4,7% فقط، الأمر الذي يعزز تدابير التقشف لدى المواطنين هناك.

وتعتبر النسبة التي سجلتها الصين هي الأضعف منذ مطلع عام 2023، عندما رُفعت القيود الصحية التي صاحبت تفشي وباء "كوفيد 19"، كما أنها بعيدة تماما عن نسب النمو في الفترة ما بين 1980 إلى 2010، والتي كانت تفوق 10%، فهل يستمر التباطؤ الاقتصادي الصيني؟

يقول الخمسيني الموظف في شركة تأمين، يو كي، لوكالة "فرانس برس: "نشعر فعلا بالضغط الاقتصادي هذا العام، سواء كشركات أو كأفراد".

وأضاف المواطن الصيني في حديثه عن ظروف بلاده الاقتصادية: "الضغط الحالي يبدو أكثر مما كان قبل 3 أعوام، عند تفشي وباء كورونا، لقد أصبح انطباعا عاما، أشعر به أنا وأصدقائي".

أما الصينية روت تشاو كينغ، التي تعمل في المجال المالي، فقالت إنها كانت تذهب قبل عامين في أغلب الأحيان إلى المطاعم لتناول وجباتها هناك، لكنها الآن باتت تفضل الادخار والطهي في المنزل عوضا عن ذلك.

وتابعت: "كنا نقصد المتاجر الفاخرة لشراء الملابس، لكن الآن، نتسوق من خلال الإنترنت، أو محال صغيرة بحثا عن ملابس مناسبة بأدنى ثمن ممكن".

وقالت لي شاوغين، التي تعمل موظفة: "لم نعد نسافر إلى الخارج كما كنا نفعل من قبل لقضاء عطلة، أصبحنا نقصد الأماكن القريبة مع أقل مسافة ممكنة للحد من التكاليف".

تفاؤل نسبي

ورغم أزمة القطاع العقاري في الصين وارتفاع البطالة بين الشباب من خريجي الجامعات، ما يجعل العثور على وظيفة أمرا صعبة، وإغلاق بعض المتاجر بسبب تبعات أزمة كوفيد، هناك بعض التفاؤل لدى البعض.

وتعلق لي شياوجينغ على الأوضاع الاقتصادية في الصين: "عندما كنت شابة عشرينية، كان النمو هائلا، وبالتالي، إذا سجل ركودا أو تباطأ قليلا الآن لفترة من الزمن، فهذا ليس ناقوس خطر".

وتقول شياوجينغ إن الاقتصاد "يسير على مراحل"، مشيرة إلى أن الازدهار أحيانا يراوح مكانه، مضيفة: "إذا كنا الآن في منخفض، فأنا على ثقة بأن الوضع سيتحسن في الفترة المقبلة".

البحث عن حلول

تزايدت الضغوط الشعبية على الحكومة الصينية من أجل التوصل إلى حل، الأمر الذي جعل الحزب الحاكم يجري اجتماعا مغلقا لمدة 4 أيام لتحديد مسار المستقبل الاقتصادي.

ويحاول الرئيس الصيني شي جين بينغ، كسب ثقة الشعب في سياساته مع تعثر النمو، ومعاناة سوق العقارات على وجه التحديد الذي نتج عنه أزمة ضخمة في الشهور القليلة الماضية.

وتسعى الصين لتعويض الانكماش العقاري من خلال بناء المزيد من المصانع، وبتوجيهات حكومية ارتفعت الاستثمارات الجديدة في التصنيع بنسبة 9.5% خلال النصف الأول من هذا العام، مع وجود زيادة في الصادرات.

التوسع في التصنيع أدى إلى وفرة في السرع من المواد الكيميائية والسيارات والكثير من القدرات الصناعية غير المستخدمة، وقامت الكثير من الشركات بتخفيض الأسعار لجذب المستهلكين.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا عن الصادرات الصينية التي حققت طفرة غير مسبوقة، والتي قوبلت بردة فعل عالمية عنيفة تمثلت في زيادة التعريفات الجمركية.

وتخشى الكثير من الدول أن يؤدي تدفق البضائع الصينية إلى إرباك الصناعات المحلية والضرر بالاقتصاد، لكن رغم ذلك لم يكن عائد التصدير الإضافي كافيا لتعويض الأزمة الداخلية في الصين.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية