الفلسطينيون الفارّون من شرق خان يونس لا يجدون مكاناً يأوون إليه

الفلسطينيون الفارّون من شرق خان يونس لا يجدون مكاناً يأوون إليه

فر مئات الفلسطينيين المذعورين، الاثنين، بعدما طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء الجزء الشرقي من خان يونس قبل شن عملية "كبيرة" فيه، لكن المنطقة التي طلب منهم التوجه إليها مكتظة ولا تتسع للنازحين الجدد.

قبل هجومها على رفح في مايو، أجبرت القوات الإسرائيلية مليون شخص على النزوح شمالا إلى المواصي التي أعلنت أنها أقامت فيها "منطقة إنسانية"، وفق وكالة فرانس برس.

لكنها عادت وأمرت السكان الاثنين بإخلاء جزء من المنطقة في شرق خان يونس، بعد أن قالت إن صواريخ أطلقت منها باتجاه إسرائيل.

وقال الجيش في بيان "بسبب النشاط الكبير وإطلاق الصواريخ في اتجاه دولة إسرائيل من الجزء الشرقي من المنطقة الإنسانية في قطاع غزة، أصبح البقاء في هذه المنطقة خطرا".

وأضاف أنه يعد "لعملية كبيرة"، داعيا السكان المتبقين في الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس "بإخلائها مؤقتا إلى المنطقة الإنسانية المستحدثة في المواصي".

شهدت الأشهر القليلة الماضية، عمليات مكثفة للجيش الإسرائيلي في عدة مناطق في غزة بعد إعلانها خالية من مقاتلي حماس.

ونفذ الجيش عملية واسعة في خان يونس استمرت عدة أشهر، حولت مساحات واسعة من المدينة إلى أنقاض وتسببت بنزوح عشرات الآلاف.

وقال الجيش "سيتم تحديث المنطقة الإنسانية.. وفقا لمعلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى أن حماس أقامت منشآت في المنطقة المصنفة على أنها منطقة إنسانية".

تعرضت المواصي مؤخرا لعدة غارات كان بينها غارة دامية استهدفت إسرائيل من خلالها قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف ونائبه.

وأعرب الكثير عن ترددهم في التوجه للمواصي خاصة بعد هذه الغارة التي أوقعت في 13 تموز/ يوليو 92 قتيلا على الأقل وأصابت أكثر من 300، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتحدث سكان شرق خان يونس والمناطق المجاورة لفرانس برس عن مشاهد الذعر صباح الاثنين.

توجه يوسف أبو طعيمة (27 عاما) من القرارة في خان يونس مع عائلته إلى المواصي لكن المنطقة كانت تعج بالنازحين.

وقال "لا يوجد مكان، المنطقة مزدحمة بالناس لا مكان لإقامة خيمة ولا يوجد بيوت ننزل فيها، سنبقى في الشارع. حتى الأرصفة عليها ناس وخيم. مللنا. يكفي تشريدا وهجرة".

وأضاف "خرجنا وهناك قصف من الطيران والدبابات ومسيرات"، موضحا أنه رأى "شهداء نقلوا بعربة توكتوك وعربة يجرها حمار إلى مستشفى ناصر، قصفوا البيوت والناس موجودة في البيوت".

أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة مساء الاثنين في بيان أن "ما وصل لمجمع ناصر الطبي نتيجة استهدافات ومجازر الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس منذ ساعات صباح اليوم وحتى اللحظة 70 شهيدا وأكثر من 200 إصابة بينها حالات خطيرة".

"سنموت أيضاً"

يقول أحمد البيوك من سكان خان يونس "نزحت للمرة الثالثة، كل مرة أصعب من التي سبقتها، لا بيوت ولا مكان.. رغم ذلك حاولنا التأقلم والعيش على ركام المنزل. لكن لا نكاد نستقر لأيام حتى يأتي الجيش ويقصف ويشردنا ويدمر أكثر وأكثر".

وتابع "لا نعرف ماذا يريدون منا أن نفعل، إلى أين نذهب؟ كل مكان معرض للقصف".

وأشار الرجل (53 عاما) إلى أن المواصي "مليئة بالناس. والجو حار وهناك أمراض وأوبئة".

وفي حي الشيخ ناصر في خان يونس، وصف محمد الفرا وضعه قائلا "إن بقينا في بيوتنا سنموت وإن خرجنا على الطريق أيضا سنموت".

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 39 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 89 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

هدنة مؤقتة

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية