مرصد كوبرنيكوس الأوروبي: 21 يوليو كان الأشد حرارة على مستوى العالم
مرصد كوبرنيكوس الأوروبي: 21 يوليو كان الأشد حرارة على مستوى العالم
ذكرت خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، وفقا لبيانات أولية، أن يوم الأحد الموافق لـ21 يوليو كان الأشد حرارة على الإطلاق على مستوى العالم.
وبلغ متوسط درجة الحرارة العالمية القريبة من السطح يوم الأحد 17.09 درجة مئوية، وهو أعلى قليلا من الرقم القياسي السابق الذي جرى تسجيله في يوليو من العام الماضي وهو 17.08 درجة مئوية.
وذكرت كوبرنيكوس أنه على مدى 13 شهرا على التوالي، بدءا من يونيو 2023، جرى تسجيل مستويات قياسية مرتفعة من درجات الحرارة مقارنة بالشهور ذاتها في السنوات السابقة.
ويشير بعض العلماء إلى أن عام 2024 ربما يكون الأكثر سخونة على الإطلاق، متجاوزا حتى عام 2023 باعتباره العام الأشد حرارة منذ بدء التسجيل.
وتسبب تغير المناخ وظاهرة النينيو المناخية، التي انتهت في أبريل، في ارتفاع درجات الحرارة هذا العام.
وتواصل الحرائق اجتياح الغابات في العديد من دول أوروبا، وخرج بعضها عن نطاق السيطرة.. فمن البرتغال إلى مقدونيا الشمالية مرورا ببلغاريا جراء ارتفاع درجات الحرارة القياسي.
وذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية اليوم الثلاثاء أن ما لا يقل عن 14 شخصا بينهم 11 من رجال الإطفاء في البرتغال أصيبوا إثر حريق اندلع الأحد الماضي في البلدة الساحلية كاسكايس بالقرب من مدينة لشبونة، مضيفة أن الحريق، الذي أججته الرياح البحرية القوية، لا يزال خارج السيطرة ويوجد في المنطقة أكثر من 250 رجل إطفاء.
وفي مقدونيا الشمالية، اندلع حريق في جبل سيرتا بجنوب البلاد؛ هو أكثر ما يثير القلق؛ حيث امتد -الآن- إلى أكثر من 30 كيلومترا؛ مما يجعل عمل رجال الإطفاء معقدا. وفي ذروة الأزمة التي بدأت قبل أسبوعين إثر موجة حر غير مسبوقة، اندلع نحو ثلاثين حريقا. واليوم، لا تزال سبعة منها نشطة وأرسلت الدول المجاورة تعزيزات ويشارك في العمليات نحو 100 جندي.
وفي بلغاريا، استمرت جهود إطفاء الحرائق في منطقة بولياروفو جنوب شرق البلاد لمدة أسبوع تقريبا، وتم نشر الحاويات المخصصة للإيواء المؤقت للأشخاص المتضررين والأكثر حرمانا، كما أثر الحريق على نحو 7300 هكتار من الأراضي ودمر العديد من المنازل.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".