فيضانات تغمر لاهور ثاني أكبر مدن باكستان بعد "أمطار قياسية"

فيضانات تغمر لاهور ثاني أكبر مدن باكستان بعد "أمطار قياسية"

غمرت الفيضانات، الخميس، لاهور ثاني مدن باكستان بعد هطول أمطار غزيرة هي الأعلى التي تسجلها مصلحة الأرصاد الجوية، كما قال نائب مدير الوكالة، فاروق دار.

وأضاف أن عاصمة البنجاب المتاخمة للهند والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 مليون نسمة، شهدت "هطول نحو 360 ملم من الأمطار خلال 3 ساعات"، وفقا لوكالة فرانس برس.

وقال فاروق دار، "إنها أمطار قياسية" مشيرا إلى أن آخر أعلى مستوى لها يبلغ "332 ملم في 31 يوليو 1980".

وأفاد سكان بأن المياه غمرت عدة أحياء والمستشفيين الرئيسيين في المدينة وانقطعت الكهرباء في عدة أماكن.

وحذرت السلطات من هطول أمطار غير اعتيادية حتى في موسم الأمطار الموسمية الذي يستمر حتى سبتمبر، خلال الأيام الستة الأولى من أغسطس في مختلف الأقاليم بعد عدة موجات حر تجاوزت فيها درجات الحرارة الخمسين درجة.

تشهد باكستان، خامس دولة أكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، ظواهر طقس قاسية يربطها العلماء بالتغير المناخي.

تؤكد هذه الدولة الفقيرة باستمرار أن سكانها البالغ عددهم 240 مليون نسمة (حوالي 3% من سكان العالم) مسؤولون عن أقل من 1% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم.

بعد شتاء طويل بشكل غير معتاد، كان شهر نيسان/ إبريل ماطرا وسجل أعلى نسب هطول أمطار منذ 63 عاما بحسب السلطات، إلى جانب كوارث أوقعت حوالي 150 قتيلا بينهم عشرات الأطفال في انهيار منازل بسبب الأمطار الغزيرة.

هذا الأسبوع، توفي 18 شخصا بينهم 11 فردا من عائلة واحدة، بسبب سوء الأحوال الجوية في إقليم خيبر بختونوا في شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان، بحسب السلطات.

في عام 2022، غمرت فيضانات ثلث أراضي باكستان وأثرت على أكثر من 33 مليون شخص وتسببت في وفاة أكثر من 1700 شخص.

تشهد باكستان أيضا موجات حر قاتلة وتلوثا للهواء يعد من بين الأسوأ في العالم.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية