مأساة قارب نجاة.. مصرع 5 أشخاص أثناء إجلاء عائلات من فيضانات باكستان

مأساة قارب نجاة.. مصرع 5 أشخاص أثناء إجلاء عائلات من فيضانات باكستان
فيضانات باكستان- أرشيف

تواصل الأمطار الموسمية الغزيرة ضرب باكستان منذ أواخر يونيو الماضي، متسببةً في فيضانات مدمرة أودت بحياة المئات وأجبرت عشرات الآلاف على النزوح من منازلهم. 

وفي حادث مأساوي جديد، فقدت امرأة وأربعة أطفال حياتهم بعد انقلاب قارب إنقاذ في إقليم البنجاب، ليكشف هذا الحادث مرة أخرى هشاشة البنى التحتية وضعف الاستعدادات لمواجهة الكوارث في بلد يُصنّف من بين الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، اليوم الأحد.

وأكد رئيس هيئة إدارة الكوارث في إقليم البنجاب، عرفان علي كاثيا، أن القارب التابع لخدمات الإنقاذ اصطدم بجسم تحت الماء في منطقة جلال بور پيروالا، ما أدى إلى انقلابه. 

ورغم إنقاذ عشرة أشخاص كانوا على متنه، فإن خمسة آخرين، بينهم أربعة أطفال وامرأة، لقوا مصرعهم غرقاً.

انتقادات للبنية التحتية

قدم رئيس الوزراء شهباز شريف تعازيه للعائلات المفجوعة، مؤكداً أن حكومته تعمل على تحسين أنظمة الإنذار المبكر وتعزيز البنية التحتية لمواجهة الكوارث. 

غير أن خبراء محليين أشاروا إلى أن هذه التصريحات تتكرر مع كل كارثة طبيعية، دون أن تنعكس فعلياً في تحسين الخدمات العامة أو تعزيز قدرة المدن والأقاليم على الصمود أمام الفيضانات المتكررة.

ومنذ بداية موسم الأمطار في أواخر يونيو، لقي أكثر من 850 شخصاً مصرعهم في أنحاء باكستان، نصفهم تقريباً في غضون ساعات قليلة شمال غرب البلاد. 

ودفع خطر ارتفاع منسوب روافد نهر السند السلطات إلى تنفيذ عمليات إجلاء استباقية لمناطق واسعة في البنجاب، في محاولة لتقليل الخسائر البشرية.

على خط النار المناخي

تُعد باكستان، التي تضم نحو 255 مليون نسمة، خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، كما أنها من أكثر الدول عرضة لآثار التغير المناخي. 

ففي السنوات الأخيرة، عانى السكان من كوارث متكررة شملت فيضانات مدمرة، وجفافاً غير مسبوقاً، وانفجار بحيرات جليدية في المناطق الجبلية، ويتوقع العلماء أن تزداد هذه الظواهر تواتراً وشدة في المستقبل القريب.

ولا تزال ذكرى كارثة 2022 حاضرة في أذهان الباكستانيين، حين غمرت المياه نحو ثلث مساحة البلاد، وتضرر أكثر من 33 مليون شخص، بينهم ملايين فقدوا منازلهم وأراضيهم الزراعية، فيما بلغ عدد الضحايا نحو 1700 قتيل. 

واليوم، يعيد الحادث الأخير في البنجاب تذكير العالم بضرورة دعم باكستان في مواجهة أزمات مناخية تتجاوز قدراتها المحلية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية