بلومبرج: حكومات وشركات عالمية تخطط لبناء 1600 محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر
بلومبرج: حكومات وشركات عالمية تخطط لبناء 1600 محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر
تخطط الشركات والحكومات حول العالم لبناء 1600 محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر لكن هناك مشكلة واحدة، وهي أن الغالبية العظمى من هذه المشاريع تفتقر للعملاء المستعدين لشراء مثل هذا النوع من الوقود بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج.
وعلى الرغم من وجود بعض الاتفاقيات لشراء الهيدروجين، فإن معظمها يتسم بالغموض وغير مُلزمة وبالتالي يمكن تجاهلها دون عوائق إذا تراجع المشترون المحتملون عن التزاماتهم. ونتيجة لذلك؛ فإن العديد من المشاريع التي يُروج لها بحماس من قبل الدول التي تسعى إلى التفوق في إنتاج الهيدروجين "حتى تحتل صدارة القطاع، وتصبح مثل السعودية في قطاع النفط" ربما لا ترى النور أبداً.
ويشير تقرير "بلومبرج إن إي إف" إلى أن 12% فقط من محطات الهيدروجين التي تعتبر منخفضة الكربون لأنها تتجنب استخدام الغاز الطبيعي أو تحد من انبعاثاتها الكربونية لديها عملاء باتفاقيات مؤكدة لاستخدام الوقود.
ويرى العديد من المحللين أنه ليس هناك طريقة أخرى لإزالة الكربون من الصلب والشحن البحري والصناعات الأخرى التي لا يمكن تشغيلها بسهولة بالكهرباء.
وتتوقع "بلومبرج إن إي إف" أن العالم بحاجة إلى استخدام 390 مليون طن من الهيدروجين سنوياً بحلول 2050 لتخليص الاقتصاد العالمي من الانبعاثات الكربونية، وهو ما يزيد على أربعة أضعاف الكمية المستخدمة اليوم، «لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فمعظم الشركات التي يمكنها العمل على الهيدروجين بحاجة إلى معدات جديدة ومكلفة لاستخدامه»، وهو قرار تتردد في اتخاذه.
ويوضح تقرير "بلومبرج إن إي إف" أن إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة النظيفة يُكلف أربعة أضعاف إنتاجه من الغاز الطبيعي، كما يصعب بناء البنية التحتية اللازمة لتوريد الهيدروجين، وهذا لا يتعلق بمحطات الإنتاج فقط بل أيضاً خطوط الأنابيب لنقله، خاصة إذا تعثر الطلب لأعوام.
تقول الرئيسة التنفيذية لشركة "هاي ستور إنرجي" لورا لوس، إن الأمر لا يختلف عن أي مشروع آخر لتطوير الطاقة على نطاق واسع، فخطوط أنابيب الغاز الطبيعي لم تُبن دون وجود عملاء وحصلت شركتها على خطاب نوايا حصري لتوريد الهيدروجين إلى مصنع حديد تخطط شركة "إس إس أيه بي" (SSAB) السويدية لبنائه في ولاية ميسيسيبي.
أعلنت دول تمتلك إمكانيات توليد كميات وفيرة من الطاقة المتجددة، مثل تشيلي باستخدام الرياح وأستراليا ومصر بالطاقة الشمسية، عن أهداف كبيرة لإنتاج الهيدروجين، والذي سيكون مخصصا في الغالب للتصدير، كما أُعلن عن أكثر من 360 محطة في الصين وحدها.
في الوقت نفسه، حدد الاتحاد الأوروبي هدفاً لإنتاج 10 ملايين طن متري من الهيدروجين الخالي من الكربون بحلول 2030 مع استيراد كمية مماثلة. وفي الولايات المتحدة، خصص الرئيس جو بايدن 8 مليارات دولار لإنشاء "مراكز الهيدروجين"، وهي تجمعات للشركات التي تنتج الوقود وتستخدمه.
الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر هو وقود عالمي وخفيف وعالي التفاعل، من خلال عملية كيميائية تُعرف باسم التحليل الكهربائي. تستخدم هذه الطريقة تيارًا كهربائيًا لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، إذا تم الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة، فسننتج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
يظهر الهيدروجين كأحد الخيارات الرائدة لتخزين الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة مع الوقود القائم على الهيدروجين الذي يحتمل أن ينقل الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة لمسافات طويلة -من المناطق ذات موارد الطاقة الوفيرة- إلى المناطق المتعطشة للطاقة على بعد آلاف الكيلومترات.
وذُكر الهيدروجين الأخضر في عدد من تعهدات خفض الانبعاثات في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26"، كوسيلة لإزالة الكربون من الصناعة الثقيلة، والشحن لمسافات طويلة والطيران.
واعترفت الحكومات وقطاع الصناعة على حد سواء بأن الهيدروجين ركيزة مهمة لاقتصاد صفري الانبعاثات الكربونية.
في السياق ذاته، أعلنت مبادرة Green Hydrogen Catapult، وهي مبادرة للأمم المتحدة لخفض تكلفة الهيدروجين الأخضر، أنها تضاعف تقريبًا هدفها الخاص بالمحللات الكهربائية الخضراء من 25 جيجاوات التي تم تحديدها العام الماضي، إلى 45 جيجاوات بحلول عام 2027.