كولومبيا تحقق في سحب "كوكا كولا" مياهاً للاستخدام الصناعي رغم أزمة الجفاف
كولومبيا تحقق في سحب "كوكا كولا" مياهاً للاستخدام الصناعي رغم أزمة الجفاف
أعلنت السلطات الكولومبية، الاثنين، عن فتح تحقيق إداري ضد شركة لتعبئة "كوكا كولا" يشتبَه في أنها سحبت كمية من المياه من بلدة قريبة من بوغوتا رغم الجفاف والتقنين اللذين تشهدهما العاصمة.
وأفاد تحقيق صحفي نُشر أخيرا يأن شركة "مانانتيال" Manantial التابعة لـ"كوكا كولا" تسحب آلاف اللترات من الماء "من دون قيود" في بلدة لا كاليرا القريبة من بوغوتا، في الجبال المشرفة على العاصمة، وفق وكالة فرانس برس.
ويعاني الملايين من سكان بوغوتا ومحيطها انقطاعا دوريا للمياه منذ أبريل بسبب انخفاض احتياطي المياه وغياب أية متساقطات.
وأعلنت مؤسسة كونديناماركا المستقلة، وهي هيئة بيئية محلية، أنها ستتحقق من هذه التقارير الصحفية.
وقال مدير المؤسسة ألفريد باليستيروس لمحطة إذاعية محلية الاثنين إن القانون "ينص بوضوح على أن الأولوية في الاستخدام يجب أن تكون للاستهلاك البشري وليس للأنشطة الصناعية".
وكانت بوابة "فوراجين" الإخبارية أفادت في 11 أغسطس الجاري بأن "مانانتيال"، وهي واحدة من سبع شركات لتعبئة "كوكا كولا" في كولومبيا، كانت تستخرج أكثر من 279 ألف لتر من المياه يوميا من نهر في لا كاليرا، في خضمّ حال طوارئ سببها الجفاف التام.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.