بابا الفاتيكان: الجوع في العالم جريمة أخلاقية تهدد إنسانيتنا

بابا الفاتيكان: الجوع في العالم جريمة أخلاقية تهدد إنسانيتنا
بابا الفاتيكان- البابا لاوون الرابع عشر

في خطاب مؤثر أمام قادة العالم، دعا بابا الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر الخميس إلى تحرك عاجل لإنهاء الجوع الذي يهدد حياة مئات الملايين حول العالم، واصفاً استمرار هذه الأزمة بأنه "انحراف أخلاقي" و"جريمة ضد الإنسانية".

وجاءت كلمته خلال زيارته إلى مقر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في روما، حيث خاطب أكثر من 125 وفداً دولياً يشاركون في منتدى عالمي يتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقال البابا في خطابه: "في الوقت الذي نجح فيه العلم في إطالة متوسط العمر، فإن السماح لملايين البشر بالعيش والموت وهم يعانون من الجوع يمثل فشلاً جماعياً وانحرافاً أخلاقياً عميقاً".

وأضاف بنبرة حزن وغضب: "يعيش اليوم نحو 673 مليون إنسان دون غذاء كافٍ، هذا الرقم ليس مجرد إحصاء، بل شهادة دامغة على نظام اقتصادي بلا روح، وعلى توزيع غير عادل للثروات والموارد".

استخدام الطعام كسلاح

وأدان بابا الفاتيكان ما وصفه بـ"العودة المروعة لاستخدام الغذاء كسلاح في الصراعات"، مؤكداً أن القانون الإنساني الدولي يحظر استهداف المدنيين أو تدمير الموارد الحيوية لبقائهم.

وقال: "يبدو أن هذا المبدأ الإنساني قد نُسي، إذ نرى اليوم من جديد تجويع الشعوب كوسيلة حرب، لا يمكننا أن نواصل الصمت أمام هذه الممارسات القاسية".

رؤية أخلاقية وإنسانية

يُعرف البابا لاوون الرابع عشر، وهو أول بابا من الولايات المتحدة، بتركيزه على قضايا العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر، فقد أمضى سنوات من حياته قبل توليه البابوية مبشراً في بيرو بين الفقراء، وجعل من الدفاع عن الإنسان الضعيف محور رسالته منذ انتخابه قبل خمسة أشهر فقط.

تُعد منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الذراع الأممية المسؤولة عن محاربة الجوع وسوء التغذية، وتعمل في أكثر من 130 دولة، وتشير تقاريرها إلى أن الصراعات المسلحة، وتغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، هي أبرز الأسباب التي تدفع بملايين البشر إلى حافة الجوع.

كما أن السنوات الأخيرة شهدت تفاقماً غير مسبوق للأزمات الغذائية في مناطق النزاعات، حيث يُستخدم الحصار ومنع الإمدادات الغذائية كسلاح لإخضاع السكان المدنيين، وهو ما تعتبره الأمم المتحدة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.

ويأتي خطاب البابا ليعيد تسليط الضوء على هذه الكارثة الأخلاقية والإنسانية، داعياً العالم إلى ما وصفه بـ"ثورة ضمير عالمي" تضع كرامة الإنسان قبل المصالح السياسية والاقتصادية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية