الحكومة الفنلندية تطلق حملة ضد العنصرية بعد “تصريحات مؤسفة”
الحكومة الفنلندية تطلق حملة ضد العنصرية بعد “تصريحات مؤسفة”
أطلقت الحكومة الفنلندية حملة ضد العنصرية في المجتمع بعد تصريحات عنصرية على صلة باليمين المتطرف.
وقال رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو إن الحكومة بأكملها متحدة في الحملة، غير أنه ليس من الواضح بعدُ رأي حزب “الفنلنديين الحقيقيين” (Sannfinländarna) اليميني المتطرف.
وذكرت صحيفة Hufvudstadsbladet أن الحملة تحت شعار “أفعال لا أقوال”، وأُطلقت على خلفية تصريحات عنصرية من قبل أعضاء في الحزب المشارك في الحكومة.
وقال رئيس الوزراء بيتيري أوربو من حزب الائتلاف المحافظ إن “العنصرية والتمييز يقوضان الثقة في المجتمع”.
وبحسب رئيس الوزراء، فإن الحملة تركز على الوزراء والمجموعات البرلمانية للأحزاب الحكومية، فيما أعلن سكرتير حزب الفنلنديين الحقيقيين، هاري فورينبا، أن هيئات صنع القرار في الحزب ما زالت تدرس ما إذا كانت ستشارك في الحملة أم لا.
اتهامات بالتنصل من العنصرية
وحين تشكلت حكومة أوربو الصيف الماضي كان القيادي في حزب الفنلنديين الحقيقيين فيلهلم جونيلا وزيراً للشؤون الاقتصادية لمدة 11 يوماً قبل أن يتم اكتشاف أنه تحدث في فعاليات نظمها اليمين المتطرف وقدم مراراً تلميحات نازية استفزازية.
كما ارتبطت رئيسة الحزب ريكا بورا بنصوص عنصرية كتبت على منتديات إلكترونية قبل 15 عاماً، وهو أمر أعربت عن أسفها بشأنه، وأدى ذلك إلى إعلان الأحزاب الحاكمة بشكل مشترك عدم التسامح مطلقاً مع العنصرية، قبل أن تطلق الحكومة حملتها الحالية.
بينما قال رئيس مجموعة الفنلنديين الحقيقيين في البرلمان، ياني ماكيلا إن مجموعته ملتزمة بدعم عدم التسامح مع العنصرية لكنها لم تتعرف بعد على ماهية الحملة، معتبراً أنه “لا جدوى فعلياً من الحملة”.
وسئل رئيس الوزراء أوربو عما إن كان يشعر بأن جميع الأحزاب الحكومية ملتزمة بعدم التسامح مع العنصرية، فأجاب “كانت هناك بعض التصريحات المؤسفة. لكن مع ذلك، أعتقد بأن من الواضح تماماً أن حكومتنا ملتزمة بالعمل ضد العنصرية. وهذا هو المهم”.
وخلال عملية تصميم الحملة، انسحبت إحدى النقابات، واصفة الحملة بأنها محاولة من الحكومة لإخفاء المشاكل، كما تتهم أحزاب المعارضة أوربو بمحاولة التنصل من العنصرية.
مكافحة الكراهية والعنصرية
وتعمل الأمم المتحدة منذ تأسيسها على مكافحة العنصرية والتمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو اللغة أو أي خصائص أخرى، وقد أطلقت الأمم المتحدة العديد من الحملات والمبادرات لمكافحة العنصرية والتمييز ووقف خطاب الكراهية.
تعمل الأمم المتحدة أيضًا على تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الشعوب والثقافات والأديان المختلفة، وتشجع على تبني قيم الاحترام والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أهمية التعليم باعتباره أقوى سلاح لمحاربة العنصرية وتجارة الرقيق، مشيرا إلى أن مشروع الاستعباد الشرير استمر لأكثر من 400 عام، وكان يمثل أكبر حركة هجرة قسرية في تاريخ البشرية.
وأشار إلى أن الخطاب العنصري الذي استخدم في الماضي لتبرير تجارة الرقيق غير الإنسانية، يتشابه مع ما يُستخدم في خطاب الكراهية الذي يعود للظهور من المنادين بتفوق العنصر الأبيض.