ربع الطاقة المستهلكة في الصين راهناً يأتي من مصادر نظيفة
ربع الطاقة المستهلكة في الصين راهناً يأتي من مصادر نظيفة
أكدّت الحكومة الصينية الخميس، أن أكثر من ربع الطاقة المستهلكة في البلاد يأتي الآن من مصادر نظيفة، فيما تسعى بكين لتسريع جهودها نحو التحول في مجال الطاقة.
وتُعد الصين أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم، رغم أنها برزت في السنوات الأخيرة كدولة رائدة عالميا في مجال الطاقة المتجددة.
وتعهدت بكين أن تبلغ انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة احترار المناخ إلى ذروتها بحلول عام 2030 وإلى صافي الصفري بحلول عام 2060.
وذكر كتاب أبيض أصدره الخميس مكتب الإعلام في مجلس الدولة الصيني أن نسبة "الطاقة النظيفة" في الاستهلاك الوطني الإجمالي ارتفعت من 15,5 في المئة إلى 26,4 في المئة خلال العقد الماضي، وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وأشارت الوثيقة إلى أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية ازدادت عشر مرات خلال الفترة نفسها، بحسب الوكالة.
وأوضحت الوثيقة أن "القدرة المركبة الجديدة للطاقة المتجددة في الصين مثلت أكثر من 40 في المئة من الزيادات السنوية بالقدرة المركبة للطاقة المتجددة في العالم، فيما مثلت القدرة المركبة حديثا في الصين أكثر من نصف الإجمالي في العالم خلال عام 2023".
وتابعت بحسب "شينخوا" أنه "خلال العقد الماضي حققت الصين اختراقات تاريخية في التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون في مجال الطاقة".
وبموجب اتفاق باريس للمناخ، تعهدت الدول بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بهدف حصر احترار الأرض بأقل من 1,5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.