إجراء أول مهمة أممية للتقييم الإنساني في منطقة الكسرة بدير الزور منذ 2018
إجراء أول مهمة أممية للتقييم الإنساني في منطقة الكسرة بدير الزور منذ 2018
نفذت الأمم المتحدة مهمة تقييم مشتركة عبر خطوط النزاع إلى منطقة الكسرة في محافظة دير الزور، شمال شرق البلاد، في الأول من سبتمبر، وهي أول مهمة من نوعها منذ عام 2018، وفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية.
والتقى الفريق المشترك بين الوكالات بالمجتمعات المحلية وزار نقاط الخدمة الأساسية، بما في ذلك مرافق المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية الأسواق.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن منطقة الكسرة تأثرت بالتصعيد الأخير للأعمال العدائية في دير الزور، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 مدنيا.
وتسبب تجدد الأعمال العدائية، إلى جانب إغلاق نقاط العبور على طول نهر الفرات، إلى انقطاع الوصول إلى الرعاية الصحية والمياه والغذاء، وارتفاع الأسعار المرتفعة أصلا، وفقا للمكتب الأممي.
وكانت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا قد قالت مؤخرا أمام مجلس الأمن إن "شعب سوريا لا يزال يواجه أزمة إنسانية عميقة".
وأشارت إلى أن القتال في دير الزور الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 مدنيا وأجبر ما يقدر بنحو 3500 أسرة على الفرار من منازلها، أدى كذلك إلى تقييد حركة المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، بما في ذلك من خلال إغلاق معابر نهر الفرات.
نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وبعد مرور ثلاثة عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.