بضمانها حقوق الإنسان.. "أوروبا" تهيمن على مؤشر صلاحية المدن للعيش

بضمانها حقوق الإنسان.. "أوروبا" تهيمن على مؤشر صلاحية المدن للعيش

شهد تصنيف "الإيكونوميست" الذي تقوم به، كل عام، لمجموعة كبيرة من المدن العالمية على أساس صلاحيتها للعيش هذا العام قدراً كبيراً من الحركة، ولكن قمة المؤشر ظلت تهيمن عليها قارة أوروبا التي تضمن لمواطنيها معظم حقوق الإنسان التي تجمع على أفضل نحو بين الاستقرار والجودة العالية للثقافة والبيئة والتعليم والبنية الأساسية والرعاية الصحية، وكلها أمور يهدف مؤلفو المؤشر إلى قياسها بموضوعية.

ووفقا لمجلة "الإيكونوميست"، تحصل فيينا وكوبنهاجن وزيوريخ على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في المؤشر العالمي، كما فعلت في العام الماضي، مشيرة إلى أن هذه الأماكن غنية وديمقراطية وجميلة وثقافية وخضراء ويمكن المشي فيها، ويتمتع مواطنوها بكافة الحقوق المتعلقة بالصحة والتعليم.

وتتمتع مثل هذه الأماكن بسياسات يمكن وصفها بالمملة، ولكن المؤشر يعترف بأنها "مستقرة"، وهو أمر جيد لحياة هادئة.

وتوضح المجلة البريطانية، أنه من خلال المقارنة بين التحركات نحو الأسفل في تصنيفات بعض المدن الأوروبية، عندما تكون النقاط الفاصلة بينها قليلة للغاية، فإن التغييرات الصغيرة في درجاتها تترجم إلى تحركات كبيرة في التصنيفات، لذا فإن المدن الألمانية (التي شهدت احتجاجات اليمين المتطرف)، ودبلن (أعمال شغب كبرى في نوفمبر) وبرشلونة (جرائم الشوارع) تلقت جميعها انخفاضات صغيرة في درجاتها الفرعية للاستقرار والتي تُرجمت إلى انخفاضات أكبر في التصنيفات.

وحدث نفس الشيء لستوكهولم في مؤشر العام الماضي، وقد تؤدي التحسينات المستقبلية إلى ارتفاعها مرة أخرى بنفس السرعة، ولكن لا تزال هذه المدن من بين أفضل الأماكن للعيش في العالم.

وكان عدد من المدن في أوروبا الشرقية من بين أسرع المدن صعوداً في أوروبا والعالم، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى التحسينات في الخدمات الاجتماعية والبنية الأساسية، والتي استفادت منها بلغراد وبوخارست وبودابست وصوفيا على وجه الخصوص.

وتتمثل التحسينات في أشياء مثل الاستثمار في النقل، ونسبة الأطباء إلى المرضى، والالتحاق بالمدارس.

وهناك مدن رغم انخفاضها نسبياً في التصنيف الأوروبي، فإنها قادرة على المنافسة مع المدن الأميركية الكبرى، فبودابست، على سبيل المثال، تقع بين بيتسبرغ وسياتل في الجدول العالمي.

وترى "الإيكونوميست" أن اقتراب بلدان أخرى من مستويات جودة الحياة الأوروبية، قد يهدد المراكز العليا للمدن الأوروبية في الجدول، ولكن هذا لن يكون إلا أمراً طيباً بالنسبة للعالم.

ومع تزايد صلاحية العيش في المزيد من البلدان -وبالتالي المزيد من النزعة الأوروبية- ربما يستطيع الأوروبيون أن يطمئنوا إلى أن التقليد هو أصدق أشكال الإطراء.




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية