لاتخاذ إجراءات حاسمة.. الآلاف يتظاهرون في كوريا الجنوبية ضد تعامل الحكومة مع تغير المناخ
لاتخاذ إجراءات حاسمة.. الآلاف يتظاهرون في كوريا الجنوبية ضد تعامل الحكومة مع تغير المناخ
خرج أكثر من 30 ألف شخص في كوريا الجنوبية، اليوم، في تظاهرة حاشدة لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الاحتباس الحراري، وبذل المزيد من الجهود في ما يخص قضية تغير المناخ.
نظمت المسيرة، التي تعد الأضخم منذ بداية العام، في ظل ارتفاع كبير للحرارة، وتسببت في عرقلة حركة المرور في وسط العاصمة سيئول وفق شبكة "تشانيل نيوز آشيا".
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بحماية المواطنين من مخاطر تغير المناخ، وانتقدوا الحكومة لعدم قيامها بما يكفي لحماية الأجيال المستقبلية.
وأطلقت كوريا الجنوبية، في وقت سابق، استراتيجية لمواجهة التغير المناخي بهدف مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري والالتزام بتحقيق "الحياد الكربوني" بحلول عام 2050.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".