بـ600 مليون دولار.. إطلاق خطة استجابة إفريقية لوباء جدري القرود
بـ600 مليون دولار.. إطلاق خطة استجابة إفريقية لوباء جدري القرود
أعلن المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، التابع للاتحاد الإفريقي، عن إطلاق خطة استجابة لوباء جدري القرود في محاولة لاحتواء الوباء في القارة بميزانية تقدر بحوالي 600 مليون دولار أمريكي (حوالي 540 مليون يورو) بخلاف تكلفة اللقاحات.
وذكر المركز، في بيان له اليوم السبت، أن خطته التي تتكلف نحو 600 مليون دولار أمريكي لمدة 6 أشهر تتركز بشكل خاص على 3 محاور تتعلق بالتنسيق بين الدول والمراقبة والتطعيم ضد المرض، مضيفا أن أكثر من نصف هذا المبلغ بقليل (حوالي 55% منه) سيستخدم في دعم الدول الـ13 الأكثر تأثرا بالوباء في قارة إفريقيا.
وأضاف المركز أن خطته تقوم على تعزيز مواءمة الاستجابة على المستوى القاري من خلال إنشاء آلية للتنسيق بين الدول لاحتواء وباء جدري القرود وكذلك دعم وإشراك المجتمعات المحلية، وتتضمن الخطة كذلك النهوض بمستوى مراقبة المرض عبر تعزيز قدرات المختبرات من خلال تدريب العاملين وتوفير المعدات اللازمة.
وفي ما يتعلق بالتطعيم، فمن المنتظر تطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض أولا من خلال إجراء حملة استباقية للوقاية والتطعيم.
تجدر الإشارة إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية، الدولة الأكثر تضررا من الوباء، تسلمت يوم الخميس الماضي 99 ألفا و100 جرعة كدفعة أولى من جرعات اللقاحات المضادة لجدري القرود.
وظهر اسم جدري القرود أول مرة عام 1958، عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحوث بالدنمارك.
وينتقل جدري القرود في الغالب عن طريق الاتصال الجنسي والتلامس الجلدي، وكذلك مشاركة الفراش والمناشف والملابس. وتشمل أعراض الفيروس طفحا جلديا وتوعكا وحمى وتضخما في الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى قشعريرة وصداع وألم عضلي.
ودفع ظهور جدري القردة في إفريقيا مجددا ولا سيما المتحورة الجديدة منه (1b)، منظمة الصحة إلى إطلاق أعلى مستوى للإنذار العالمي في 14 أغسطس بعد انتشاره في جمهورية الكونغو الديمقراطية و12 بلدا آخر بينها بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.
وجدري القردة مرض معدٍ ناجم عن فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة، لكن يمكن أيضا أن ينتقل بين البشر عبر الاتصال الجسدي الوثيق.. ويتسبب بارتفاع الحرارة وآلام في العضلات وطفح جلدي وتقرحات.
وتقدر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا أن هناك حاجة إلى 10 ملايين جرعة في جميع أنحاء القارة، وأن جمهورية الكونغو الديمقراطية هي الأكثر احتياجاً.
وبعد أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ في إفريقيا بسبب تفشي مرض جدري القرود، أعلنت بعض الدول التبرع بجرعات من لقاحات «mpox»، تهدف إلى معالجة التفاوت الهائل الذي جعل الدول الإفريقية غير قادرة على الوصول إلى اللقاحات اللازمة لمكافحة الوباء، وأعلنت دول عربية وأجنبية التبرع بلقاح جدري القرود لمساعدة الدول الإفريقية على تجاوز الوباء ومنها الإمارات وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة وإسبانيا.