لأول مرة منذ 13 عاماً.. تركيا تعود لاجتماعات الجامعة العربية
لأول مرة منذ 13 عاماً.. تركيا تعود لاجتماعات الجامعة العربية
بدأت اليوم الثلاثاء فعاليات اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، بحضور تركي بعد غياب نحو 13 عاما وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة.
ويشهد الاجتماع حضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في أول حضور لوزير خارجية تركي لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري منذ عام 2011، حين حضر الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الاجتماع عندما كان وزيرًا للخارجية.
كما يشارك الممثل الأعلى للسياسة الخارجية نائب رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بالاجتماع أيضًا، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام الأونروا فيليب لازاريني، إلى جانب مشاركة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة وكبيرة منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ.
أزمات وملفات
ويعقد الاجتماع في ظل العديد من الأزمات التي يشهدها العالم العربي، وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية المستعرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، وما تسببت به من توترات إقليمية ودولية تنذر بدخول المنطقة حرباً إقليمية تضر بالشعوب كافة.
إلى جانب الحرب الإسرائيلية على غزة، هناك العديد من الملفات المهمة المطروحة على اجتماع وزراء الخارجية العرب الثلاثاء، ومن أبرزها الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، والأزمة الليبية المستمرة منذ عام 2011، والتطورات الصومالية جراء الاتفاقية غير القانونية التي أبرمتها إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، إلى جانب التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، والأزمة اليمنية، والأمن المائي العربي في كل من مصر والسودان بشأن سد النهضة، وكذلك الأردن وسوريا والعراق.
وبدأت علاقات تركيا والجامعة العربية تتطور منذ عام 2003، وجرى توقيع «مذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية التركية والأمانة العامة للجامعة العربية عام 2004».
وألقى الرئيس رجب طيب إردوغان كلمة في الجلسة الافتتاحية لاجتماع جامعة الدول العربية في 13 سبتمبر 2011، عندما كان رئيساً لوزراء تركيا في ذلك الوقت.
لكن العلاقات بين الجامعة العربية وتركيا توترت بشدة على خلفية موقف تركيا مما عرف بـ«الربيع العربي» وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول عربية.. ونددت الجامعة على مدار السنوات الماضية بدور تركيا بالمنطقة، لا سيما بتدخلاتها العسكرية في سوريا والعراق وليبيا والصومال.
وصدرت عن اجتماعات مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية في السنوات الماضية قرارات تندد بتدخلات تركيا في شؤون الدول العربية، غير أن عملية التطبيع التي أجرتها تركيا مع الإمارات العربية، والسعودية، ثم مصر، أسهمت في عودة الأجواء الإيجابية، حيث كان التزام تركيا بقواعد القانون الدولي وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة من الشروط التي وضعتها مصر لتطبيع علاقاتها مع تركيا.
ومن أجل مشاركة تركيا في اجتماعات الجامعة، تتعين موافقة جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك سوريا، التي يبدو أنها لم تعارض عودة تركيا في ظل مبادرات تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق في الفترة الأخيرة.