منظمات أممية تحذر من أزمة جوع غير مسبوقة بالمنطقة العربية
منظمات أممية تحذر من أزمة جوع غير مسبوقة بالمنطقة العربية
أكد تقرير أممي صدر عن 6 منظمات دولية، هي منظمة الأغذية والزراعة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، أن أزمة الجوع في المنطقة العربية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في عام 2023.
وحذرت المنظمات الدولية الست، في بيان مشترك، الأربعاء، من أن المنطقة ما زالت بعيدة عن تحقيق أهداف الأمن الغذائي والتغذية التي حددتها أهداف التنمية المستدامة.
أرقام مقلقة عن الجوع
وفقًا للبيان، يعاني 66.1 مليون شخص في المنطقة العربية، أي نحو 14% من السكان، من الجوع في عام 2023.
وأشار البيان إلى أن نحو 186.5 مليون شخص، ما يعادل 39.4% من سكان المنطقة، عانوا من انعدام الأمن الغذائي بمستوى معتدل أو شديد، وهي زيادة بنسبة 1.1% مقارنة بالعام السابق.
ويُعد الوضع أكثر قلقًا مع معاناة 72.7 مليون شخص من انعدام شديد في الأمن الغذائي، بحسب ما جاء في البيان.
أسباب الأزمة
تتعدد أسباب هذه الأزمة الغذائية، حيث تأتي النزاعات في مقدمة العوامل التي تؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، إلى جانب التحديات الاقتصادية والتفاوت الكبير في الدخل.
وتؤثر الظواهر المناخية المتطرفة وارتفاع أسعار الغذاء على تفاقم الأزمة، ففي البلدان المتأثرة بالنزاعات، قفزت معدلات نقص التغذية إلى 26.4% في 2023، أي بأربعة أضعاف مقارنة بالمناطق المستقرة التي تبلغ فيها النسبة 6.6%.
تحديات صحية
من جهة أخرى، يعاني أكثر من ثلث سكان المنطقة العربية من صعوبات في توفير الغذاء الصحي بسبب ارتفاع تكاليفه، حيث أظهرت البيانات أن 151.3 مليون شخص لا يستطيعون تحمل نفقات التغذية الصحية، كما يعجز 41.2% من سكان البلدان التي تشهد نزاعات عن تبني نمط غذائي صحي.
وكشف البيان أيضًا عن مشكلة صحية أخرى تتعلق بالتغذية، حيث سجلت المنطقة العربية ارتفاعًا كبيرًا في معدلات السمنة بين البالغين.
ففي عام 2022، بلغت نسبة السمنة في بعض الدول العربية نحو 32.1%، متجاوزة المعدل العالمي، كما أشار البيان إلى أن 9.5% من الأطفال دون سن الخامسة عانوا من زيادة الوزن، وهو ضعف المعدل العالمي.
آفاق مستقبلية
رغم بعض التحسن الذي أظهرته بعض البلدان في معالجة هذه القضايا، فإن معدلات السمنة وفقر الدم بين النساء لا تزال مرتفعة بشكل مقلق.
وأكد التقرير أن استمرار النزاعات في عدد من الدول العربية، إضافة إلى موجات الجفاف، سيزيد من تفاقم هذه الأزمات في المستقبل.