"معاناة مستمرة".. الجامعة العربية: القضية الفلسطينية تجسد مأساة إنسانية مكتملة
"معاناة مستمرة".. الجامعة العربية: القضية الفلسطينية تجسد مأساة إنسانية مكتملة
أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير خالد المنزلاوي، استمرار معاناة الشعب الفلسطيني في ظل القصف المستمر والأزمات الإنسانية التي يعيشها.
جاء ذلك خلال كلمته أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، الذي عُقد بحضور عدد من سفراء وممثلي بعثات دول أمريكا اللاتينية والكاريبي المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية، وذلك في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
تحدث السفير المنزلاوي عن الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، حيث تتواصل الهجمات العسكرية التي تسببت في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وإصابة وتهجير مئات الآلاف في ظل أوضاع يصعب وصفها.
وطالب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بوقف الحرب والسماح للفلسطينيين بالعيش في سلام، مع تأكيد استمرار فلسطين في سعيها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأشار السفير المنزلاوي إلى أن القضية الفلسطينية ليست قضية عربية فقط، بل هي قضية إنسانية تعكس نضال شعب يسعى لتحقيق العدالة والحرية والاستقلال.
وفي هذا السياق، أثنى على دعم دول أمريكا اللاتينية الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية. فقد كانت معظم دول أمريكا اللاتينية من الأصوات القوية في الدفاع عن القضايا العادلة، ولها مواقف مشرفة في دعم العدالة والسلام الدولي على مختلف الأصعدة.
دعم سياسي وإنساني
تُعد الدول الأمريكية اللاتينية شريكًا مهمًا في دعم الحقوق الفلسطينية، حيث ساهمت في تقديم الدعم السياسي والإنساني للفلسطينيين، ولعبت دورًا بارزًا في المحافل الدولية لدعم موقف فلسطين.
وتأتي هذه المواقف كجزء من التزام دول أمريكا اللاتينية بالقيم الإنسانية والعدالة، مما يعزز موقف فلسطين في السعي لتحقيق أهدافها على الساحة الدولية.
وفيما تستعد فلسطين لتجديد جهودها لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، يبقى دعم المجتمع الدولي، بما في ذلك دول أمريكا اللاتينية، ضروريًا لتحقيق هذا الهدف.
يشكل التزام هذه الدول بمبادئ العدالة والسلام خطوة هامة نحو تعزيز جهود فلسطين في المحافل الدولية، مما يساهم في تعزيز مكانتها ويعزز من فرص تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
وتسلط كلمة السفير المنزلاوي الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها القضية الفلسطينية، وتؤكد أهمية الدعم الدولي المستمر لتحقيق الأهداف الفلسطينية في الاستقلال والعدالة.
الحرب على قطاع غزة
اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 40 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 92 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
هدنة مؤقتة
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.