«دعوا لحمايتهم من التمييز».. خبراء يطالبون بالتصدي للانتهاكات بحق الشعوب الأصلية

لا يزال القلق يساور آلية الخبراء المعنية بحقوق الشعوب الأصلية إزاء التقارير التي تتحدث عن حالات تعثرت فيها الجهود التعاونية بين الشعوب الأصلية والدول أو تعذر إقامتها، وإزاء الحاجة الملحة إلى أن تعجل الدول الأعضاء بإعداد خطط عمل وسياسات وتشريعات وطنية وتنفيذها على نحو شامل بالتشاور والتعاون مع الشعوب الأصلية.

جاء ذلك في التقرير السنوي لآلية الخبراء المعنية بحقوق الشعوب الأصلية، المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ57 التي انطلقت في 9 سبتمبر الجاري وتتواصل حتى 9 أكتوبر المقبل، واطلع "جسور بوست" على نسخة منه.

وقالت آلية الخبراء إنها تضع في اعتبارها الحالة الحرجة التي يواجهها المدافعون عن حقوق الإنسان من الشعوب الأصلية وقادة هذه الشعوب يوميا في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في ما يتعلق بحقوقهم في الأرض والأقاليم والموارد الطبيعية، وحثت مجلس حقوق الإنسان على دعوة الدول إلى التصدي للانتهاكات التي ترتكبها الشركات والدول وتهيئة بيئة عيش وظروف عمل آمنة للمدافعين عن حقوق الإنسان من الشعوب الأصلية ولقادة هذه الشعوب، وتوفير الأمن والحماية الواجبة لهم دون تمييز.

وكررت آلية الخبراء الاعتبارات والشواغل التي أعربت عنها الشعوب الأصلية خلال دورتها السنوية الخامسة عشرة في ما يتعلق بتأثير المشاريع الإنمائية على نساء الشعوب الأصلية في أقاليمها، واقترحت أن يحث مجلس حقوق الإنسان الدول على احترام وضمان إعمال حق الشعوب الأصلية في أن تستشار بهدف الحصول على موافقتها الحرة والمسبقة والمستنيرة وكذلك ضمان احترام أي اتفاقات تنتج عن مفاوضات عادلة ومنصفة وتنفيذها تنفيذا كاملا.

وحثت آلية الخبراء المجلس على النظر في الأثر السلبي للحواجز والتدابير التي تقوض تمتع الشعوب الأصلية بحقوق الإنسان المكفولة لها، بما في ذلك الحق في الصحة والبيئة النظيفة والتعاون الدولي، فضلا عن أثرها السلبي على فرص التنمية المستدامة وعلى الظروف المواتية لتحقيق التنمية المستدامة لصالح الشعوب الأصلية.

وطلبت آلية الخبراء إلى المجلس أن يعمل مع الدول لإزالة هذا الأثر السلبي أو التقليل منه أو التخفيف من حدته.

كان رئيس مجلس حقوق الإنسان سلط الضوء على قرار المجلس الذي اعتمد في أكتوبر 2023، والذي رحب فيه بعمل آلية الخبراء، وأشار إلى أن المجلس قرر مواصلة مناقشة ووضع الخطوات والتدابير اللازمة لتمكين وتيسير مشاركة ممثلي الشعوب الأصلية ومؤسساتها في أعماله، ولا سيما من خلال تنظيم اجتماع بين الدورات لمدة يومين قبل انعقاد الدورة السابعة والخمسين للمجلس واجتماع آخر بين الدورات لمدة يومين قبل انعقاد دورته الثامنة والخمسين من أجل إجراء حوار بشأن السبل الملموسة لتعزيز مشاركة الشعوب الأصلية في أعماله.

وتناول رئيس المجلس مسألة أعمال الانتقام والتخويف ضد المدافعين عن حقوق الإنسان من الشعوب الأصلية ودعا جميع الدول إلى احترام وحماية الأشخاص الذين يتعاونون مع منظومة الأمم المتحدة ويمثلونها.

وقررت آلية الخبراء أن تركز دراستها السنوية المقبلة لحالة حقوق الشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم في ضوء مقاصد إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية التي كلفها بها مجلس حقوق الإنسان في الفقرة (12) من قراره 25/33 على أثر العسكرة على حقوق الشعوب الأصلية وجمع البيانات وتصنيفها.

وبحسب التقرير، ستعقد آلية الخبراء حلقة دراسية للخبراء في وقت لاحق من عام 2024 ستسهم حصيلتها في إثراء الدراسة، ووفقا للولاية المتعلقة بتحديد ونشر وتعزيز الممارسات الجيدة والدروس المستفادة في ما يتعلق بالجهود المطلوبة لتحقيق غايات الإعلان، بما في ذلك من خلال التقارير المقدمة إلى المجلس، وقررت آلية الخبراء أن تعد تقريراً عن حق الشعوب الأصلية في الاقتصادات التقليدية.