"إبادة جماعية".. جنوب إفريقيا تؤكد مواصلة قضيتها ضد إسرائيل بمحكمة العدل

"إبادة جماعية".. جنوب إفريقيا تؤكد مواصلة قضيتها ضد إسرائيل بمحكمة العدل
رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا

أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، الجمعة، أن بلاده عازمة على متابعة الدعوى التي رفعتها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، متهمةً إياها بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة. 

تأتي هذه القضية بعد أن تصاعد التوتر بين إسرائيل وحركة حماس إثر الهجوم الكبير الذي شنته الأخيرة في 7 أكتوبر، والذي خلف مئات القتلى الإسرائيليين، لترد إسرائيل بحملة عسكرية واسعة النطاق على غزة، قتلت فيها أكثر من 41 ألف فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال، وهو ما اعتبرته جنوب إفريقيا ودول أخرى انتهاكاً لاتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، وفق وكالة فرانس برس.

أوضح رامابوزا في تصريحاته أن جنوب إفريقيا ماضية بقوة في هذه القضية، مشيراً إلى أن "الإبادة الجماعية يجب أن تتوقف، ويجب أن يُفرض وقفٌ فوري لإطلاق النار"، كما طالب بضرورة إعادة الرهائن المحتجزين في غزة. 

وأكد الرئيس أن بلاده تستعد لتقديم المزيد من الأدلة إلى محكمة العدل الدولية الشهر المقبل، والتي تتضمن مجلدات ضخمة من الوثائق التي تُثبت الانتهاكات الإسرائيلية المزعومة بحق الفلسطينيين.

القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في ديسمبر الماضي، استندت إلى الهجوم الإسرائيلي المكثف على غزة والذي دمر البنية التحتية لغزة وشرد نحو مليوني فلسطيني، كما منعت عنهم إسرائيل المساعدات الإنسانية وسط حصار مطبق من كافة الاتجاهات. 

وتتهم جنوب إفريقيا إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك الاستهداف المباشر للمدنيين والتدمير الممنهج للبنية التحتية المدنية في القطاع المحاصر. 

تجاوزات خطيرة

وتعتبر هذه الأفعال، وفقًا للادعاء، تجاوزات خطيرة لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

من جانبها، نفت إسرائيل بشدة هذه الاتهامات، معتبرة أن حملتها العسكرية تندرج ضمن حقها المشروع في الدفاع عن النفس ضد هجمات حماس التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين. 

وأكدت تل أبيب أن عملياتها العسكرية تركزت على تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس وشبكات الأنفاق التي تستخدمها في تنفيذ هجماتها ضد إسرائيل.

حظيت الدعوى التي تقودها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بدعم دولي واسع، إذ انضمت إلى القضية دول مثل كولومبيا، ليبيا، المكسيك، إسبانيا وتركيا. 

ويعكس هذا التحرك تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل جراء الحملة العسكرية التي شنتها على غزة، خاصة في ظل التزايد الكبير في أعداد القتلى والمصابين، ومعظمهم من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.

أدلة قوية

في سياق التحضير لهذه القضية، تسعى جنوب إفريقيا إلى تقديم أدلة قوية حول التجاوزات الإسرائيلية، بما في ذلك شهادات ميدانية وتقارير حقوقية توثق الانتهاكات التي وقعت خلال الصراع. 

وتؤكد جنوب إفريقيا أن هذه القضية تمثل معركة قانونية وأخلاقية ضد ما تصفه بالجرائم ضد الإنسانية.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الدعوى القضائية أمام محكمة العدل الدولية تمثل تحدياً كبيراً، ليس فقط لإسرائيل، ولكن أيضاً للمجتمع الدولي الذي يجد نفسه مجدداً أمام اختبار صعب فيما يتعلق بتطبيق القوانين الدولية وحماية حقوق الإنسان في مناطق النزاع. 

ومع استمرار العنف في غزة، تظل الأنظار موجهة نحو محكمة العدل الدولية لمعرفة ما إذا كانت ستحقق في هذه الاتهامات، وما يمكن أن يترتب عليها من تبعات قانونية على إسرائيل والمجتمع الدولي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية