"أزمة إنسانية معقدة".. الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد النزاع في اليمن

"أزمة إنسانية معقدة".. الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد النزاع في اليمن
المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج

حذر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، من أن البلاد لا تزال تواجه خطر العودة إلى حرب شاملة رغم الاتفاقات الأخيرة الرامية إلى تهدئة التصعيد. 

وأشار جروندبرج، إلى أن القتال المستمر بين الأطراف المتحاربة يُظهر أن الوضع على الأرض ما زال هشاً، ويُهدد أي تقدم نحو تسوية سلمية، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

وتزداد الأزمة اليمنية تعقيداً منذ عام 2014 عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، مما أدى إلى تفاقم التوترات السياسية والعسكرية في البلاد. 

ومع مرور السنين، بات أكثر من 18 مليون شخص، أي نصف السكان، يعتمدون على المساعدات الإنسانية والحماية للبقاء على قيد الحياة، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية بشكل مستمر.

في إحاطته لمجلس الأمن الدولي، أشار جروندبرج إلى أن مستويات العنف في البلاد انخفضت مقارنة بفترة ما قبل الهدنة في عام 2022، لكن الاشتباكات في مناطق مثل الحديدة وتعز لا تزال تتسبب في سقوط العديد من الضحايا، محذراً من أن "الوضع الحالي هو تذكير صارخ بأن خطر العودة إلى الحرب الشاملة لا يزال قائماً".

وأكد المبعوث الأممي أن التوترات الإقليمية المتفاقمة بسبب الصراع الجاري في غزة تعقّد الأوضاع في اليمن، معرباً عن قلقه إزاء هذا التصعيد الذي يزيد من تعقيد مسار السلام في البلاد. 

تسوية النزاع

وشدد جروندبرج، على ضرورة أن تضع الأطراف المتنازعة مصلحة اليمن وشعبه فوق أي اعتبارات أخرى، داعياً إلى إعطاء الأولوية لتسوية النزاع.

وأشار إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 23 يوليو حول التخفيف الاقتصادي، قائلاً إنه يُمثل خطوة هامة نحو إبعاد الاقتصاد عن الصراع السياسي وتحفيز الأطراف المتحاربة على التفكير بعقلية تعاونية بدلاً من اعتبار النزاع معادلة صفرية. 

وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن، أن الاستمرار في هذه المحادثات سيكون أساسياً لتفادي العودة إلى العنف.

وأشار المبعوث الأممي إلى أهمية المشاورات المستمرة مع المجتمع المدني اليمني، بمن في ذلك النساء والشباب والفئات الضعيفة، مؤكداً أن إشراك هذه الأصوات في عملية السلام الشاملة سيكون ضرورياً لتحقيق حل دائم للنزاع.

أزمة سياسية ومعاناة إنسانية

ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 9 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.

وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.

وبعد أكثر من 9 سنوات من الصراع، ما زال 18.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2024.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية