«قبيل قمة كوب 29».. اتهامات لأذربيجان بتضييق الخناق على الناشطين
«قبيل قمة كوب 29».. اتهامات لأذربيجان بتضييق الخناق على الناشطين
شهدت العاصمة الأذربيجانية باكو حدثا مثيرًا للقلق لنشطاء حقوق الإنسان، حيث اعتقلت الشرطة أنار مامادلي، المدافع عن حقوق الإنسان والمناخ، في تصرف وصفه المنتقدون بأنه حلقة جديدة في سلسلة من القمع.
اعتُقل مامادلي أثناء توجهه لاصطحاب ابنه من الروضة، وهو اعتقال جاء قبل نحو شهرين من انطلاق مؤتمر كوب29 الدولي حول تغير المناخ، ما أثار مخاوف دولية بشأن سجل حقوق الإنسان في أذربيجان، وفق وكالة "فرانس برس".
اعتقال مامادلي، الذي كان قد أسس مع الناشط بشير سليمانلي منظمة "مبادرة مناخ العدالة"، يُعد جزءًا من جهود أوسع لقمع المعارضة في البلاد.
كانت المنظمة تهدف إلى تعزيز العدالة البيئية في أذربيجان، لكنها تعرضت للضغط الحكومي وأُجبرت على الإغلاق قبل أن تتمكن من بدء نشاطاتها.
ويواجه مامادلي الآن احتمال البقاء في السجن لمدة تصل إلى ثماني سنوات بتهم تهريب يُعتقد أنها "زائفة" وفقًا للمنظمات الحقوقية.
ردود فعل دولية
وأثار الاعتقال ردود فعل قوية من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"، التي نددت بالتهم الموجهة إلى مامادلي ودعت إلى الإفراج عنه.
ويرى المراقبون أن هذا القمع هو جزء من حملة أمنية أوسع تستهدف الناشطين قبل مؤتمر كوب 29، الذي يُتوقع أن يجذب آلاف الضيوف الأجانب إلى أذربيجان.
وفي باكو، تستعد المدينة لاستضافة المؤتمر من خلال إصلاح الطرقات وطلاء المباني، ولكن في الوقت نفسه، تشهد المدينة زيادة في الضغوط الحكومية على الناشطين البيئيين.
وأكد كنان خليل زاده من مجموعة "إيكوفرونت" البيئية أن الفترة التي تسبق المؤتمر شهدت تصاعدًا في القمع، بما في ذلك عمليات اعتقال وتهديدات للناشطين.
مشكلات بيئية وإجراءات قاسية
في المناطق الريفية مثل قرية سويودلو، تعرض السكان لعمليات قمع قاسية بعد احتجاجهم على إنشاء بركة لتصريف النفايات السامة.
واستخدمت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، مما أدى إلى توقيف عدد منهم وإغلاق القرية لأسابيع. تحقيق مستقل كشف أن المنجم المسؤول عن النفايات السامة مملوك لابنتي الرئيس إلهام علييف، مما يعزز شكوك الفساد.
استجابة الحكومة والانتقادات
ورفضت الحكومة الأذربيجانية الاتهامات الموجهة إليها واعتبرت انتقادات المجتمع الدولي "منحازة وغير مقبولة".
وأكدت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن رئاسة البلاد لمؤتمر كوب 29 لا ينبغي أن تُستخدم كذريعة لانتقادات سياسية.
من جهتها، دعت الصحفية الاستقصائية خديجة إسماعيلوفا، المشاركين في كوب 29 إلى إدراك القمع المستمر للمجتمع المدني في أذربيجان.
وحذرت الصحفية المعروفة في أذربيجان، من أن هذا الوضع قد يعيق قدرة الناشطين على التأثير بشكل فعال في المناقشات المتعلقة بتغير المناخ خلال المؤتمر الدولي.