«لإنهاء الحرب».. الرئيس الأمريكي يدعو طرفي الحرب بالسودان لاستئناف المفاوضات
«لإنهاء الحرب».. الرئيس الأمريكي يدعو طرفي الحرب بالسودان لاستئناف المفاوضات
وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، نداءً لطرفي النزاع في السودان، وهما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، داعياً إياهما إلى العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل إنهاء الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2023.
وقال بايدن في بيان له، بعد أيام قليلة من تجدد القتال العنيف في الفاشر: "أدعو الطرفين المتحاربين، المسؤولين عن معاناة السودانيين -القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع- إلى سحب قواتهما، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب"، وفق وكالة فرانس برس.
جاء هذا النداء بعد هجوم قوات الدعم السريع الأخير الذي وصفه بايدن بأنه "هجوم مكثف" على الفاشر. وقد أعرب عن أسفه حيال الفظائع التي تعرض لها المدنيون منذ بداية النزاع، مشيراً إلى أن استمرار الحصار والهجمات المدمرة يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
الأزمة الإنسانية المتفاقمة
أوضح بايدن أن السودان يشهد الآن "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم"، مشيراً إلى نزوح نحو 10 ملايين شخص، منهم حوالي 4 ملايين نزحوا داخلياً و6 ملايين عبروا الحدود إلى دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان.
وتعكس هذه الأرقام تعكس مدى عمق الكارثة التي يعاني منها السودان، والتي ازدادت سوءاً بسبب تفاقم الأوضاع في إقليم دارفور.
تعاني البلاد من انهيار شبه كامل للبنية التحتية الأساسية، مما أدى إلى شح في الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء، كما أدت المعارك إلى تدمير المرافق الصحية والمدارس، مما جعل الأوضاع المعيشية تزداد سوءاً بشكل يومي.
ومع تواصل القتال، يصبح وصول المساعدات الإنسانية أمراً صعباً، حيث تعرقل النزاعات المسلحة جهود المنظمات الإنسانية الدولية لتقديم الإغاثة.
محادثات سلام
في أغسطس 2023، قادت الولايات المتحدة محادثات سلام في سويسرا، بمشاركة أطراف النزاع السودانية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
ومع أن المحادثات انتهت دون التوصل إلى اتفاق دائم، إلا أن الطرفين تعهدا بتأمين ممرات إنسانية عبر ممرين رئيسيين، مما سمح بمرور بعض المساعدات إلى المناطق المتضررة.
وعلى الرغم من هذا التقدم الجزئي، فإن القتال استمر، خصوصاً في دارفور، حيث يعتبر الصراع على السيطرة على العاصمة الفاشر محورا رئيسيا.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة قدمت ما يزيد على 1.6 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للسودانيين خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى التزام بلاده المستمر بدعم الشعب السوداني في مساعيه لتحقيق السلام والاستقرار.
وقال بايدن في بيانه: "لنكن واضحين: الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزامها تجاه شعب السودان الذي يستحق الحرية والسلام والعدالة".
مستقبل غامض
دعا بايدن في ختام بيانه إلى ضرورة السماح الفوري بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق السودان، محذراً من أن استمرار النزاع سيزيد من تعقيد الأزمة، ليس فقط على الصعيد الإنساني، ولكن أيضاً على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وبينما يبذل المجتمع الدولي جهوداً كبيرة لإنهاء الحرب، تبقى التحديات هائلة، فلا تزال هناك مخاوف من أن يتفاقم الصراع ويتحول إلى حرب طويلة الأمد على غرار ما حدث في مناطق أخرى من إفريقيا.
كما أن التوترات بين القوى الإقليمية والدولية، خاصة بعد تورط عدة دول في النزاع بصورة غير مباشرة، تساهم في تعقيد جهود السلام.
يعد السودان الآن في مرحلة حرجة من تاريخه، حيث تتداخل الصراعات الداخلية مع التحديات الخارجية.
ويبقى الأمل قائماً في أن تؤدي جهود الوساطة الدولية، والدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات، إلى إنهاء هذا الصراع المدمر وفتح صفحة جديدة من السلام في البلاد.
بداية النزاع
بدأ النزاع في السودان على خلفية توترات طويلة الأمد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تأسست في الأصل كقوة شبه عسكرية لمحاربة التمرد في دارفور.
مع مرور الوقت، ازداد نفوذ حميدتي وقواته، ما أدى إلى تصاعد التوترات بينه وبين البرهان، وفي 15 أبريل 2023، اندلعت الحرب بين الطرفين بعدما فشلت محاولات التوفيق بينهما حول هيكلية السلطة في السودان.
وكانت دارفور، التي تعد المنطقة الأكثر تضرراً من الحرب، منذ عقود مركزاً للصراعات المسلحة بسبب التوترات العرقية والسياسية.
وخلال النزاع الحالي، أصبحت هذه المنطقة مجدداً محوراً للمعارك الضارية، إذ تشن قوات الدعم السريع هجمات متواصلة للسيطرة على الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
ورغم حصار المدينة منذ مايو 2023، تمكن الجيش السوداني حتى الآن من الحفاظ على سيطرته، إلا أن المعارك المستمرة أثرت بشكل كبير على المدنيين، حيث أدى القتال إلى نزوح جماعي ودمار كبير في البنية التحتية المحلية.