«نيويورك تايمز»: جهود عالمية لتجنب تكرار كارثة تسونامي
«نيويورك تايمز»: جهود عالمية لتجنب تكرار كارثة تسونامي
في تطور جديد بعد عقدين من الزمان على كارثة تسونامي المحيط الهندي في 2004، بذل العلماء جهوداً مكثفة من أجل الحد من تأثيرات هذه الظاهرة الطبيعية المدمرة على حياة البشر.
ورغم التقدم الكبير في مراقبة التسونامي وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، فإن العواقب الوخيمة لهذه الظاهرة ما زالت تشكل تهديداً قائماً، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الخميس.
في يوم 26 ديسمبر 2004، هز زلزال بقوة 9.1 درجة قبالة ساحل جزيرة سومطرة في إندونيسيا، مُنتجًا موجة تسونامي ضخمة اجتاحت مناطق عدة من جنوب وجنوب شرق آسيا وصولاً إلى شرق أفريقيا.
وأسفرت الكارثة عن وفاة نحو ربع مليون شخص وتشريد 1.7 مليون آخرين، فضلاً عن تدمير الممتلكات بقيمة 13 مليار دولار، وكانت هذه الحادثة مفاجئة للعديد من الأشخاص في المناطق المتضررة الذين لم يكن لديهم معرفة مسبقة بمخاطر التسونامي.
تطوير تقنيات الإنذار
بعد هذه الكارثة، أُعيد تقييم أنظمة الإنذار المبكر لتسونامي، والتي كانت قد تم إطلاقها في المحيط الهادئ منذ عام 1965.
وأصبح من الضروري تحديث النظام المعتمد في المحيط الهندي، حيث كانت هذه المنطقة تفتقر إلى جهاز مراقبة فعال لمثل هذه التهديدات.
بدأت الجهود في توسيع شبكة أجهزة الاستشعار في المحيطات، مما أدى إلى إنشاء شبكة DART العالمية، التي تضم الآن أكثر من 70 جهازًا تقيس درجات الحرارة والضغط في مناطق التسونامي المحتملة، كما تم توسيع نطاق مراقبة التسونامي ليشمل المحيط الهندي ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، مما أتاح تحديث نماذج التنبؤ بشكل أكثر دقة.
أنظمة الإنذار المبكر
وعززت الدول المتضررة من تسونامي عام 2004 استعداداتها من خلال تطبيق أنظمة إنذار مبكر، تشمل صفارات الإنذار وأجهزة المراقبة وأنظمة الإخلاء.
وحسنت هذه الأنظمة من سرعة استجابة المجتمعات الساحلية لمخاطر التسونامي، وفي عام 2015، تم إطلاق مبادرة عالمية من قبل الأمم المتحدة لتطبيق هذه الأنظمة في أكثر من 30 دولة حول العالم.
ورغم هذه التحسينات، لا يزال أمام العالم العديد من التحديات في سبيل القضاء على وفيات التسونامي، فقد شهد العالم عدة موجات تسونامي مدمرة بعد عام 2004، منها تسونامي اليابان في 2011، والذي أسفر عن مقتل ما يقارب 20 ألف شخص، في عام 2018 أسفر تسونامي سولاويزي في إندونيسيا عن مقتل الآلاف.
الاستعداد للموجة القادمة
على الرغم من التقدم التكنولوجي، لا يزال التحذير المسبق من التسونامي يواجه تحديات، حيث يواجه العلماء صعوبة في تحقيق السرعة والدقة في الوقت نفسه.
وتعتبر تجارب 2004 بمثابة درس يبرز أهمية الاستمرار في تحسين أنظمة الإنذار المبكر والتعليم المستمر للمجتمعات الساحلية التي قد تواجه خطر التسونامي في المستقبل.
وفي إطار العمل المستمر لتقليل الأضرار الناجمة عن التسونامي، يواصل العلماء تطوير خطط استجابة أكثر دقة، تشمل فهم كيفية تفاعل الناس في مناطق التسونامي أثناء الكوارث، كما يتم العمل على تحسين أنظمة الإنذار لمواكبة تطورات هذه الظاهرة الطبيعية المدمرة.