«تحقيق بمشاركة 9 دول».. أستراليا توقف مؤسس تطبيق يستخدمه مجرمون حول العالم
«تحقيق بمشاركة 9 دول».. أستراليا توقف مؤسس تطبيق يستخدمه مجرمون حول العالم
في عملية دولية ضخمة، أوقفت السلطات الأسترالية شابًا مهووسًا بالكمبيوتر يبلغ من العمر 32 عامًا، وذلك بعد تحقيق عالمي شاركت فيه تسع دول، حيث يشتبه في إنشائه تطبيقا مشفرا يُستخدم من قبل مجرمين حول العالم لإدارة عمليات تهريب مخدرات وغسل أموال.
التطبيق الذي أنشأه هذا الشاب الأسترالي يدعى "غوست"، وهو برنامج مشفر يتفاخر مطوّره بأنه "غير قابل للاختراق"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
استخدم مئات المجرمين هذا التطبيق في مناطق متنوعة مثل أوروبا، الشرق الأوسط، وآسيا لإجراء اتصالات سرية تتعلق بجرائم خطيرة، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات وتخطيط عمليات اغتيال.
ورغم تأكيد مصممه على الأمان المطلق للتطبيق، تمكنت الشرطة في دول عدة من اختراقه قبل عامين، ومراقبة المحادثات المشفرة التي كشفت عن أنشطة إجرامية متعددة.
توقيف المشتبه به
أوضحت الشرطة الفيدرالية الأسترالية في بيان أن المتهم تم توقيفه في منزله بولاية نيو ساوث ويلز، حيث كان يعيش مع والديه.
وأكد نائب مفوض الشرطة الفيدرالية، إيان مكارتني، أن المشتبه به لم يكن لديه سجل إجرامي مسبقًا، وأنه "تفاجأ قليلاً" عند إلقاء القبض عليه.
ووجهت إلى الشاب خمس تهم، من بينها تهم قد تصل عقوبتها إلى السجن لعشر سنوات، وصادرت الشرطة ما يقارب 376 هاتفًا محمولًا مزودًا بإمكانية الوصول إلى التطبيق "غوست".
كما تم اعتقال عدد من الأفراد في إيطاليا، السويد، أيرلندا، وكندا ضمن العملية نفسها.
تفاصيل العملية الدولية
شارك في العملية عدد من وكالات الشرطة الدولية، بما في ذلك يوروبول، التي عقدت مؤتمرًا صحفيًا عبر الإنترنت للإعلان عن تفاصيل العملية.
وقالت مديرة يوروبول، كاترين دي بول: "لقد أثبتنا اليوم أن الشبكات الإجرامية، مهما كانت مخفية، لا يمكنها الهروب من جهودنا الجماعية".
تم تصميم تطبيق "غوست" قبل تسع سنوات، ويعمل فقط على الهواتف الذكية المعدلة، حيث يُباع بنحو 2350 دولارًا أستراليًا (نحو 1600 دولار أمريكي)، مع اشتراك لمدة ستة أشهر يشمل الدعم الفني.
ورغم محاولات الإخفاء، تمكن المحققون من اختراق أحد تحديثات التطبيق في عام 2022، ما أتاح لهم مراقبة الأنشطة الإجرامية المتعلقة باستخدامه، ومن ضمنها إحباط 50 عملية اغتيال في أستراليا وحدها.
عملية مشابهة في عام 2021
تشبه هذه العملية إلى حد كبير تفكيك شبكة "أنوم" (ANOM) في عام 2021، والتي أُنشئت في الأصل بواسطة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بالتعاون مع الشرطة الأسترالية.
تمكنت تلك العملية من فك تشفير 27 مليون رسالة، وكشفت عن أنشطة إجرامية عالمية، وأدت إلى توقيف مئات المشتبه بهم.
تعكس هذه العملية الدولية التعاون الوثيق بين وكالات إنفاذ القانون العالمية في مواجهة التكنولوجيا التي يستخدمها المجرمون للتهرب من السلطات.
ومع هذه النجاحات المتكررة في اختراق الشبكات المشفرة، يتضح أن التكنولوجيا التي يعتمد عليها هؤلاء الأفراد ليست محصنة أمام الجهود الأمنية العالمية المتزايدة.