"نداء إلى ضمير العالم".. حملة عالمية تطالب بمنح نوبل للسلام لألبانيز وأطباء غزة

"نداء إلى ضمير العالم".. حملة عالمية تطالب بمنح نوبل للسلام لألبانيز وأطباء غزة
المقررة الأممية، فرانشيسكا ألبانيز

في وقتٍ يواجه فيه مفهوم السلام واحدة من أعقد اختبارات الضمير الإنساني، أطلقت منظمة “آفاز” العالمية حملة إلكترونية تدعو إلى تكريم من جسّدوا جوهر الإنسانية في أقسى لحظاتها، عبر منح جائزة نوبل للسلام للعام الجاري 2025 لكل من فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأطباء غزة الذين مارسوا الطب في قلب الجحيم.

وحصدت العريضة الإلكترونية -التي اطلعت عليها جسور بوست- حتى الآن أكثر من 317 ألف توقيع، وسط موجة تضامن عالمية آخذة في التوسع، مع سعي الحملة إلى بلوغ نصف مليون توقيع. 

وجاء في نص العريضة: "نحن مواطنون من مختلف أنحاء العالم، نرى أن فرانشيسكا ألبانيز والأطباء العاملين في غزة يستحقون جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لشجاعتهم ومواقفهم الأخلاقية في وجه الموت والإبادة".

وتُوجه العريضة مباشرة إلى لجنة نوبل، والأمم المتحدة، والجهات المعنية بالترشيحات الدولية، في محاولة لتكريس اعتراف عالمي بشجاعة الموقف في وجه الانحياز والصمت الدولي المريب.

ألبانيز.. صوت القانون الدولي

تُعرف فرانشيسكا ألبانيز، وهي خبيرة قانونية ومقرّرة خاصة بالأمم المتحدة، بمواقفها الواضحة والحازمة ضد الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، حيث كانت من أوائل الأصوات الدولية التي وصفت ما يجري في غزة منذ أكتوبر 2023 بـ"الإبادة الجماعية".

ورغم تعرضها لهجمات سياسية وحملات تشويه واسعة من لوبيات داعمة لإسرائيل، خاصة خلال إدارة ترامب، فإن ألبانيز واصلت توثيق الانتهاكات، وتفنيد السرديات الرسمية الإسرائيلية، والدفاع عن القانون الدولي الإنساني من موقعها الأممي، دون أن تتراجع أو تحابي.

أطباء غزة.. في مواجهة الموت

أما الطواقم الطبية في غزة، فقد شكّلت ما يشبه “خط الدفاع الأخير” أمام المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين. 

وعمل هؤلاء الأطباء في ظروف مستحيلة: مستشفيات بلا كهرباء أو وقود، أقسام إسعاف تحت القصف، نقص حاد في الأدوية، وانقطاع في سلاسل التوريد.

ورغم ذلك، واصلوا تقديم الرعاية الطبية وسط الركام، ووقفوا بضميرهم الإنساني في مواجهة آلة القتل، حتى بعد أن تحوّلت المشافي نفسها إلى أهداف عسكرية، وأنقذ هؤلاء الأطباء حياة الآلاف، فيما كانوا يُهدَّدون يوميًا بفقدان حياتهم، لا لشيء سوى لأنهم اختاروا الحياة.

تكريم للضمير الإنساني

وقالت منظمة “آفاز” إن منح الجائزة لكل من ألبانيز وأطباء غزة يمثل “تكريمًا للضمير الإنساني في أنبل تجلياته”، مشيرة إلى أن السلام لا يكون فقط بالحياد الدبلوماسي أو الاتفاقات الرسمية، بل بالفعل اليومي الذي يصون الحياة ويواجه الظلم.

وأضافت المنظمة، في بيان حمل الكثير من الدلالات الأخلاقية: "في عالم تزداد فيه محاولات تطويع العدالة وطمس الحقائق، تبرز هذه المبادرة الشعبية لتقول إن الموقف النبيل لا يحتاج إلى منصب، بل إلى ضمير، وإن الصمت عن الجرائم لا يمنح السلام، بل يدفنه".

وتمثل هذه الحملة نداء إنسانيًا عالميًا في زمن بدأت فيه رمزية جائزة نوبل تتآكل بفعل التجاذبات السياسية، ولعلّ تخصيص الجائزة هذه السنة لألبانيز وأطباء غزة، إن تم، سيكون إعادة تعريف لمعنى السلام الحقيقي، ليصبح مرتبطًا بالمواقف الأخلاقية والتضحيات الفردية، لا بالمصالح والتحالفات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية