«قلق غير مسبوق».. استطلاع رأي: نحو نصف سكان العالم تأثروا بتغير المناخ

«قلق غير مسبوق».. استطلاع رأي: نحو نصف سكان العالم تأثروا بتغير المناخ

 

كشف استطلاع حديث أن نصف سكان العالم تقريبا شعروا بالتأثيرات المباشرة لأزمة تغير المناخ

يأتي الاستطلاع قبيل انطلاق فعاليات أسبوع المناخ في نيويورك هذا الشهر، والذي يعد حدثا محوريا في معالجة المخاوف المتصاعدة بشأن تغير المناخ والطقس المتطرف.

ويجمع هذا الحدث قادة من مختلف البلدان والقطاعات لمناقشة وتنفيذ حلول قابلة للتنفيذ.

قلق غير مسبوق

تشير بيانات الرأي العام الأخيرة من استطلاع رادار GlobeScan إلى أن نسبة الأشخاص الذين يقولون إنهم يشعرون بالتأثر الشخصي بتغير المناخ كانت في تزايد مستمر منذ تتبع المقياس لأول مرة في عام 2020، وحاليًا، يقول 45% من المستجيبين للاستطلاع في 26 سوقًا تم تتبعها منذ عام 2020 إنهم تأثروا بشكل كبير بالتغير المناخي في أنحاء العالم.

ويرى القائمون على البحث في GlobeScan احتمالية أن تترجم هذه الدرجة غير المسبوقة من القلق إلى دعم نشط للسياسة المناخية والعمل المناخي، مع توقعات بأن يركز البعض على تدابير التكيف، وقد يختار البعض إنكار حقيقة تغير المناخ وتسييس القضية.

 إدراك الأزمة

يقول مؤشر الدراسة الذي بدأ عملية التتبع والتحليل منذ عام 2020، إنه في عام 2020 كانت نسبة الذين شعروا بتأثير تغير المناخ تُقدر بـ31% من المستجيبين للاستطلاع من أنحاء العالم.

وظلت هذه النسبة في اتجاه تصاعدي منذ ذلك الوقت، حيث وصلت لـ35% في عام 2021، ثم وصلت لـ37% في 2022.

من بعدها كسرت النسبة حاجز الـ40%، لتصل لـ42% بنهاية عام 2023 الماضي، وتقترب الآن من نسبة النصف، لتحقق نسبة 45% بعد مرور أكثر من نصف عام 2024 الجاري.

الدول المشاركة

وبحسب الموقع الرسمي لـglobescan القائم على الاستطلاع، كان من ضمن الأسئلة التي تم توجيهها للمشاركين في الاستطلاع "ما مدى تأثرك شخصيًا بكل مما يلي؟ تغير المناخ أو الاحتباس الحراري العالمي".

والدول التي شارك منها مواطنون في هذا الاستطلاع، شملت ما يلي: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، وهونغ كونغ، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، وكينيا، والمكسيك، ونيجيريا، والسعودية، وسنغافورة، وأيضا كل من جنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، والسويد، وتايلاند، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وفيتنام.

وأجري الاستطلاع الأحدث للعام الجاري في الفترة بين يوليو وأغسطس من عام 2024، بمشاركة ما يصل لـ30,216 مشاركا من جميع البلاد المذكورة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية