«اعتبره ظلماً اجتماعياً».. البابا فرنسيس ينتقد قمع تظاهرات العمال في الأرجنتين

«اعتبره ظلماً اجتماعياً».. البابا فرنسيس ينتقد قمع تظاهرات العمال في الأرجنتين
البابا فرنسيس

 

وجه بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، انتقادات حادة لقمع التظاهرات في بلده الأم الأرجنتين، وذلك خلال اجتماع في روما مع ممثلي حركات اجتماعية عالمية.

جاءت هذه الانتقادات بشكل مباشر إزاء السياسات المتبعة من قبل حكومة الرئيس خافيير ميلي، مما يعكس تعمق التوترات الاجتماعية في الأرجنتين، وفق وكالة فرانس برس.

تحدث البابا عن مقطع فيديو يبين قمعًا شديدًا لعمال خرجوا للمطالبة بحقوقهم في الشارع، حيث استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع، في مشهد أثار استياءه، مشيرًا إلى أن المتظاهرين كانوا ببساطة يطالبون بحقوقهم. 

وأكد أن الحكومة بدلاً من أن تستثمر في العدالة الاجتماعية، قامت بإنفاق الأموال على أدوات القمع مثل رذاذ الفلفل، مضيفًا أن هذا الظلم الاجتماعي يؤدي إلى انقسام اجتماعي يُمهد الطريق للعنف الجسدي واللفظي، والذي قد يتصاعد إلى حرب الكل ضد الكل.

سياق الاحتجاجات

لم يذكر البابا الأرجنتين أو الرئيس ميلي بالاسم، إلا أن تعليقاته أتت في وقت حساس، حيث شهدت العاصمة بوينس آيرس احتجاجات في 12 سبتمبر ضد تعطيل زيادة المعاشات التقاعدية. 

في هذا السياق، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والاجتماعية.

سياسة التقشف

تأتي هذه التوترات في ظل تنفيذ الرئيس خافيير ميلي سياسة تقشف صارمة منذ ديسمبر الماضي، تهدف إلى معالجة الخلل في الميزانية، لكن هذه السياسات أدت إلى ركود اقتصادي حاد. 

وتشير التوقعات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للأرجنتين قد يتراجع بنسبة 3.5% بحلول نهاية عام 2024، وهو وضع اقتصادي لم تشهده البلاد منذ 15 عامًا.

لقاء البابا بميلي

من اللافت أن البابا استقبل خافيير ميلي في الفاتيكان في فبراير الماضي، حيث استمر اللقاء لأكثر من ساعة، وشهد تبادل الهدايا والمجاملات. 

ومع ذلك، تعكس تصريحات البابا الأخيرة تباعدًا واضحًا في المواقف بينه وبين الرئيس الأرجنتيني، حيث يدعو البابا إلى دعم الفئات الأكثر حرمانًا وإدانة الأسواق المالية الجائرة، في حين يتبنى ميلي سياسات ليبرالية متشددة تميل إلى اليمين المتطرف.

الصراع الاجتماعي

تعيش الأرجنتين منذ فترة في حالة من الاحتقان الاجتماعي، حيث تعاني من ارتفاع في معدلات التضخم والفقر، وتواجه حكومة ميلي ضغوطًا متزايدة من النقابات والعمال المتضررين من إجراءات التقشف. 

وفي ظل هذا السياق، يتصاعد الغضب الشعبي تجاه الحكومة، بينما يبرز البابا كصوت داعم للفئات الهشة والضعيفة، معبرًا عن مخاوفه من تفاقم الفقر والظلم في البلاد.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية